الجسمية والتركيب في الذات المقدس وإن الافتقار إلى الجزء ليس بمحال وقال بحلول الحوادث بذات الله تعالى وإن القرآن محدث تكلم الله به بعد أن لم يكن وأنه يتكلم ويسكت ويحدث في ذاته الإرادات بحسب المخلوقات وتعدى في ذلك إلى استلزام قدم العالم والتزامه بالقول بأنه لا أول للمخلوقات فقال بحوادث لا أول لها فأثبت الصفة القديمة حادثة والمخلوق الحادث قديما ولم يجمع أحد هذين القولين في ملة من الملل ولا نحلة من النحل فلم يدخل في فرقة من الفرق الثلاثة والسبعين التي افترقت عليها الأمة ولا وقفت به مع أمة من الأمم همة وكل ذلك وإن كان كفرا شنيعا مما تقل جملته بالنسبة لما أحدث في الفروع. انتهى.
وأما ما وجد في بعض النسخ السقيمة في كتابه شفاء السقام عند ذكر ابن تيمية " رحمه الله " فلا يدفع هنا النص الصريح في تكفيره ولا سيما والحال أن من جملة ما اعتمد عليه في تكفيره قوله بحوادث لا أول لها أي أزلية العالم فإنه ممن انعقد الاجماع على تكفير قائله فكيف يصدر من السبكي بعد هذا بعد ذكر ابن تيمية " رحمه الله ".
وكيف يقول عنه رحمه الله ويقول عنه:
يرى حوادث لا مبدأ لأولها * في الله سبحانه عما يظن به ويزيد ذلك تأييدا قول الحافظ ابن حجر في شرح البخاري ما نصه: فقد حكى عياض وغيره الاجماع على تكفير من يقول بقدم العالم وقال ابن دقيق العيد وقع هنا من يدعي الحزق في المعقولات ويميل إلى الفلسفة وظن أن المخالف في حدوث العالم لا يكفر لأنه من قبيل مخالفة الاجماع وتمسك بقولنا إن منكر الاجماع لا يكفر على الاطلاق حتى يثبت النقل بذلك متواترا عن صاحب الشرع.
قال: وهو تمسك ساقط أما عن عمي في البصيرة أو تعام لأن حدوث العالم من قبيل ما اجتمع فيه الاجماع والتواتر بالنقل انتهى.