ما رأى عمر، فإن كان صوابا فمن الله، وإن كان خطأ فمن عمر (هق) (1).
(14442 -) عن أبي العوام البصري قال: كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري أما بعد فان القضاء فريضة محكمة وسنة متبعه فافهم إذا أدلي إليك فإنه لا ينفع تكلم بحق نفاذ له وآس بين الناس في وجهك ومجلسك وقضائك حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس ضعيف من عدلك البينة على من ادعي واليمين على من أنكر، والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالا، ومن ادعى حقا غائبا أو بينة فاضرب له أمدا ينتهي إليه، فان جاء بينة أعطيته بحقه، فان أعجزه ذلك استحللت عليه القضية فان ذلك أبلغ في العذر وأجلى للعمى ولا يمنعك من قضاء قضيته اليوم فراجعت فيه لرأيك وهديت فيه لرشدك أن تراجع الحق لان الحق قديم لا يبطل الحق شئ ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل، والمسلمون عدول بعضهم على بعض في الشهادة إلا مجلودا في حد أو مجربا عليه شهادة الزور أو ظنينا في ولاء أو قرابة فان الله عز وجل تولى من العباد السرائر وستر عليهم الحدود إلا بالبينات والايمان، ثم الفهم الفهم فيما أدلي إليك مما ليس في قرآن ولا سنة، ثم قايس الأمور عند ذلك واعرف الأمثال والأشباه، ثم اعمد إلى أحبها إلى الله فيما ترى