لعلى أجد لك شيئا فانطلق حتى أتى حجرة أم سلمة فدخل إلى أهله ثم خرجت الجارية فقالت يا ابن مسعود إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجد لك شيئا فارجع إلى مضجعك فرجعت إلى المسجد الحديث بطوله في وفود الجن ببقيع الغرقد وفيه ما يقتضي أن ذلك كان بالمدينة من جهة ذكر الصفة والمسجد والبقيع ومن ذكر حجرة أم سلمة وله طريق أخرى عند البيهقي من طريق موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن ابن مسعود وليس فيه ذكر النبيذ وفي آخره فرأيت مبرك ستين بعيرا.
ومن طريق أبي عثمان عن ابن مسعود أنه أبصر زطا في بعض الطريق فقال ما هؤلاء قالوا هؤلاء الزط قال ما رأيت شبههم إلا الجن ليلة الجن وكانوا مستنفرين يتبع بعضهم بعضا ثم أخرج أبو نعيم أيضا من حديث الزبير بن العوام نحوه بطوله ولفظه صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح في مسجد المدينة فلما انصرف قال أيكم يتبعني إلى وفد الجن اللية فأسكت القوم ثلاثا فمر بي فأخذ بيدي الحديث وفي البخاري عن أبي هريرة رفعه أتاني وفد جن نصيبين فسألوني الزاد الحديث وروى ابن أبي حاتم في تفسير الجن من طريق ابن جريح قال عبد العزيز بن عمران أما الجن الذين لقوه بنخلة فجن نينوى وأما الجن الذين لقوه بمكة فجن نصيبين انتهى وهذا إن ثبت حمل على أن أبا هريرة سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم بعد وقوعه لا أنه حضره وقد أنكر جماعة حضور ابن مسعود ليلة الجن فأسند البيهقي إلى ابن مسعود قال لم أكن مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن وودت أني كنت معه وكذا أخرجه الطحاوي.
وأخرج مسلم عن علقمة أن الشعبي سأله هل كان ابن مسعود مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن قال لا وفي لفظ لم أكن مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن وودت أني كنت معه ولأبي داود من هذا الوجه لم يكن معه منا أحد وأخرج البيهقي من طريق عمرو بن مرة سألت أبا عبيدة بن عبد الله أكان عبد الله مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن قال لا قال وسألت إبراهيم فقال ليت صاحبنا كان ذاك وأخرج الطحاوي قول أبي عبيدة وقال لم نعتبر فيه اتصالا ولا انقطاعا إلا أن أبا عبيدة مع تقدمه في العلم لا يخفي عليه مثل هذا من حال أبيه وكذلك إبراهيم النخعي مع شدة ممارسته بحديث ابن مسعود وتنقيه عنه والذي يظهر أنه لم يحضر معه حال كلامهم معه وإنما خرج معه فأقعده في المكان المذكور إلى أن رجع إليه كما دلت عليه الأحاديث المتقدمة.
فمنها: ما أخرجه مسلم من طرق الشعبي عن علقمة قال سألت ابن مسعود هل شهد منكم