التي طبعنا عليها وهي النسخة المطبوعة في مطبعة محبوب المطابع بدهلي، وذلك بالرجوع إلى الأصل، وإلى الأصول المطبوعة الموجودة لدينا، والتي كانت من مصادر المؤلف، كما أننا بذلنا قصارى جهدنا في إصدار طبعتنا هذه في ثوب جد قشيب من حيث الورق، وجودة الطباعة، والاعتناء التام بالتصحيح والتنسيق والمراجعة، راجيا أن ينال عملنا هذا لدى القراء الكرام استحسانا وتقديرا للمجهود، أو نقدا يراد به وجه الحق، فأتدارك ذلك في الطبعة القادمة إن شاء الله تعالى.
إن في كتاب " الدراية " الآنف الذكر نقولا من كتب نادرة لم تطبع حتى الآن ولم تر النور، ومن المؤكد أنه لم يطلع عليها إلا القليل من الرجال الأفذاذ كابن حجر وأمثاله، كصحاح ابن خزيمة وأبي عوانة وابن حبان وابن السكن، ومصنف ابن أبي شيبة، ومصنف عبد الرزاق، ومجموعة كبيرة من المسانيد والسنن والمعاجم، النافعة في الحديث والفقه المقارن والجرح والتعديل، كل هذا زاد في تراثنا الديني الإسلامي بحيث أصبح الكتاب دائرة معارف عامة شاملة لأدلة الفقهاء لأنه أحاط بأدلتها، فالمالكي والحنفي والشافعي والحنبلي وغيرهم، كل واحد منهم يجد فيه ضالته المنشودة، وذخيرته النفيسة.
إن كتاب " الدراية " وتعليقي عليه يشكل الكتاب الخامس في سلسلة مطبوعاتنا لكتب السنة التي أصدرناها وبيانها كالآتي:
1 - (1) جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد، للإمام الجليل محمد بن محمد ابن سليمان الروداني المغربي، الذي جمع فيه 14 كتابا هي خلاصة كتب السنة وأشهر أمهاتها، وأعنى بها: الموطأ للإمام مالك، والصحيحين للبخاري ومسلم، والسنن: النسائي وأبي داود والترمذي وابن ماجة، والمسانيد للأئمة: أحمد بن حنبل والدارمي وأبي يعلى الموصلي وأبي بكر البزار، والمعاجم الثلاثة للطبراني: الكبير والأوسط والصغير، فهذه الموسوعة العلمية الدينية الشاملة تعتبر أكبر دائرة معارف في الحديث النبوي والتشريع الإسلامي ظهرت في عالم المطبوعات حتى الآن، وزاد عدد أحاديثها على العشرة آلاف حديث في العقائد والعبادات والمعاملات والتفسير والسير والمغازي والإرشاد والتوجيه، محذوفة الأسانيد والمكررات، وهو في مجلدين عظيمين. (2) وبذيل جمع الفوائد كتابنا " أعذب الموارد في تخريج جمع الفوائد " لمحرر هذه الأسطر، خرجت أحاديثه لمعرفة درجتها من الصحة