الدراية في تخريج أحاديث الهداية - ابن حجر - ج ١ - الصفحة ٥
بنوع خاص، وهكذا عاش طول حياته حريصا على الإفادة والاستفادة درسا ودراسة وتأليفا وعبادة وتقى، حتى وافته منيته في القاهرة في الحادي عشر من المحرم سنة اثنين وستين وسبعمائة - 762 - هجرية في وقت كان العالم الإسلامي في أشد الحاجة إلى فضله وعلمه، ومواهبه الفذة وعبقرية النادرة، وانتشر نعيه في العالم الإسلامي كله بسرعة البرق، وكان هذا النعي شديدا عليهم لدرجة كبيرة، بكوا فيه الأخلاق الفاضلة، والمزايا الرفيعة، سقى الله جدثه من وابل رحمته، ونور ضريحه.
2 - والحافظ ابن حجر الذي اختصر كتاب " نصب الراية " وسماه " الدراية في تخريج أحاديث الهداية " لم يخرج عن دائرة تفكير الزيلعي في تأليف كتابه، ومشى معه في نفس الطريق، سوى الاختصار في العبارات وحذفها، ومن قارن بين الكتابين يقضى العجب من براعة ابن حجر في الاختصار الذي لم يخل بأصل الكتاب، ولا عجب فمن عرف ابن حجر وحفظه وحذفه وذكاءه الخارق وسعة اطلاعه، وسرعة قراءته المركزة واستيعابه مطالعة دواوين كثيرة من كتب السنة لم يطلع على كثير منها إلا الأفراد، عرف أنه ابن بجدتها، والحائز قصب السبق في هذا المضمار. وابن حجر كما يظهر من تأليفه هذا أراد أن ينتفع به أكبر عدد ممكن من الناس. الأمر الذي جعلنا نجزم بأنه هو الآخر يحمل روحا رياضية صافية وضاءة يمشى مع الحق. متأثرا به إلى حد كبير، شأنه في ذلك شأن من يحكم كتاب الله وسنة رسوله، ويجعلهما قدوته وإمامه.
وأما الحافظ ابن حجر مؤلف " الدراية كنا نترجم له ترجمة موجزة، فإننا نقف أمام شخصيته الفذة، موقف الإكبار والإجلال. فهو الإمام الحافظ الجليل أحمد بن علي ابن محمد بن حجر العسقلاني. المولود في مصر القديمة سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة - 773 - هجرية، كان ملء السمع والبصر في زمانه، ولا يزال اسمه غضا طريا يذكره العلماء والطلاب في كثير من الجامعات والمعاهد والمدارس والمساجد، فلا ندري من أي ناحية نبتدئ، وأمامنا نواح ضخمة هيأت له هذه الشهرة الواسعة النطاق التي طبقت الخافقين، فالذكاء الوقاد، والحافظة الواعية، والنشاط الموصول، وسعة الاطلاع، وجمال النفس، وصفاء الذهن، ولطافة الحس، ورقه العاطفة، وجمال الأسلوب وجزالته، ودقة الملاحظة، وقراءته المنظمة المركزة مع السرعة الفائقة، وجودة الفهم. كل صفة من هذه الصفات
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر صاحب التعليق 3
2 مقدمة الكتاب 10
3 كتاب الطهارة 11
4 فصل في المضمضة والاستنشاق 19
5 فصل في الترتيب والموالاة 28
6 الوضوء من مس الذكر 37
7 عدم الوضوء من مس الذكر 41
8 أحاديث لمس المرأة 43
9 فصل في الغسل 46
10 باب الماء الذي تجوز به الطهارة 52
11 فصل في طهارة المستعمل وطهوريته 54
12 باب التيمم 67
13 فصل في ذكر أحاديث التيمم 69
14 باب المسح على الخفين 70
15 باب الحيض 84
16 باب الأنجاس 90
17 أحاديث في بول الصبي 93
18 فصل في الاستنجاء 94
19 كتاب الصلاة 98
20 فصل في الأوقات المكروهة 107
21 باب الأذان 110
22 ذكر آداب الأذان 121
23 باب شروط الصلاة 122
24 باب صفة الصلاة 126
25 فصل في البسملة 131
26 من أحاديث الجهر 133
27 ومن الآثار في الجهر 135
28 فصل في القراءة 160
29 باب الإمامة 166
30 أحاديث وجوب الجماعة 166
31 صحة صلاة المنفرد 167
32 في أحاديث جواز صلاة المنفرد خلف الصف 172
33 باب الحدث في الصلاة 174
34 باب ما يفسد الصلاة وما يكره فيها 175
35 فصل في أشياء يرخص فيها في الصلاة 187
36 باب صلاة الوتر 188
37 أدلة عدم وجوب الوتر 191
38 ومن الآثار في الوتر بثلاث 192
39 باب النوافل 197
40 فصل في القراءة 201
41 فصل في قيام رمضان 203
42 باب إدراك الفريضة 204
43 باب قضاء الفوائت 205
44 باب سجود السهو 206
45 باب صلاة المريض 209
46 باب سجود التلاوة 210
47 باب صلاة المسافر 211
48 وجوب القصر 213
49 ذكر الجمع بين الصلاتين 214
50 باب الجمعة 214
51 ذكر العدد في الجمعة 215
52 ذكر سنة الجمعة 217
53 باب صلاة العيدين 218
54 أحاديث في صلاة العيدين 220
55 فصل في تكبيرات التشريق 222
56 باب صلاة الكسوف 223
57 فائدة في خسوف القمر 224
58 باب الاستسقاء 225
59 باب صلاة الخوف 227
60 باب الجنائز 228
61 فصل في غسل الميت 229
62 فصل في التكفين 230
63 فصل في الصلاة على الميت 232
64 في رفع اليدين في الصلاة على الميت 236
65 فصل في حمل الجنازة 236
66 في المشي وراء الجنازة 239
67 فصل في الدفن 239
68 في الدفن في الليل 242
69 حكم الشهيد 242
70 طرق الصلاة على حمزة 243
71 باب الصلاة في الكعبة 245
72 الصلاة في المقبرة والحمام 246
73 الصلاة الأرض المغصوبة 247
74 الصلاة بين السواري 247
75 كتاب الزكاة 248
76 فصل في الإبل 250
77 فصل في البقر 251
78 فصل في الغنم 253
79 فصل في الخيل 254
80 باب زكاة المال 257
81 فصل في الفضة 257
82 فصل في الذهب 258
83 فصل في الحلى 259
84 فصل في العروض 260
85 باب فيمن يمر على العاشر 261
86 فصل في المعدن والركاز 261
87 فصل في الزرع والثمار 262
88 باب من يجوز دفع الصدقة إليه 265
89 باب صدقة الفطر 269
90 فصل في مقدار الواجب ووقته 270
91 الأحاديث الوارد فيها ذكر القمح 271
92 كتاب الصوم 275
93 باب ما يوجب القضاء والكفارة 278
94 فصل في الاكتحال للصائم 281
95 حديث أفطر الحاجم والمحجوم 285
96 معارضة حديث أفطر الحاجم 286
97 باب الاعتكاف 287