يسمعه مطر من زهدم إنما رواه عن القاسم بن عاصم عنه. قال ذلك ثابت بن حماد عن مطر ".
قلت: وهذا الحديث أيضا قد أخرجه مسلم في صحيحه، من طرق صحاح متصلة عن زهدم عن أبي موسى، رضي الله عنه، وطريق مطر التي انتقدها الدارقطني إنما أوردها مسلم في الشواهد لا في الأصول، وإذا كان الحديث ثابتا متصلا من وجه صحيح، ثم روى من وجه آخر دونه في الصحة، وفي اتصاله نظر، فلا يؤثر ذلك في ثبوته واتصاله من الوجه الآخر. / على أن مطرا قد قال فيه: " حدثنا زهدم ". وليس هو ممن يتهم بالكذب، لكنه سئ الحفظ عندهم. وقد سئل عنه يحيى بن معين.
فقال صالح، وكذلك قال أبو حاتم الرازي. ويحتمل أن يكون مطر قد سمعه من القاسم بن عاصم عن زهدم كما ذكره الدارقطني، ثم لقي زهدما فسمعه منه، فحدث به تارة هكذا، وتارة هكذا، والله عز وجل أعلم بالصواب.