شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٣٠٦
502 - لا تماكس في البيع والشراء، فما يضيع من عرضك أكثر مما تنال من عرضك.
503 - الدين رق فلا تبذل رقك لمن لا يعرف حقك.
504 - احذر كل الحذر أن يخدعك الشيطان فيمثل لك التواني في صورة التوكل، ويورثك الهوينى بالإحالة على القدر، فإن الله أمر بالتوكل عند انقطاع الحيل، وبالتسليم للقضاء بعد الاعذار، فقال: (خذوا حذركم (1))، (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة (2))، وقال النبي صلى الله عليه وآله: (اعقلها وتوكل).
505 - لا تصحب في السفر غنيا، فإنك إن ساويته في الانفاق أضر بك، وإن تفضل عليك استذلك.
506 - إذا سألت كريما حاجة فدعه يفكر، فإنه لا يفكر إلا في خير، وإذا سألت لئيما حاجة فغافصه (3) فإنه إذا (4) فكر عاد إلى طبعه.
507 - ما أقبح بالصبيح الوجه أن يكون جاهلا، كدار حسنة البناء وساكنها شر، وكجنة يعمرها بوم، أو صرمة يحرسها ذئب.
508 - قبيح بذي العقل أن يكون بهيمة وقد أمكنه أن يكون إنسانا، وقد أمكنه أن يكون ملكا، وأن يرضى لنفسه بقنية معارة وحياة مستردة، وله أن يتخذ قنية مخلدة وحياة مؤبدة.
509 - الذي يستحق اسم السعادة على الحقيقة سعادة الآخرة، وهي أربعة أنواع:
بقاء بلا فناء، وعلم بلا جهل، وقدرة بلا عجز، وغنى بلا فقر.

(١) سورة النساء ٧١.
(٢) سورة البقرة ٩٥.
(3) غافصه: أي أخذه على غرة.
(4) ب: (إن فكر).
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»
الفهرست