شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٦١
50 - ما أنعم الله على عبد نعمة فشكرها بقلبه إلا استوجب المزيد عليها قبل ظهورها على لسانه.
51 - الحاجة مسألة، والدعاء زيادة، والحمد شكر، والندم توبة.
52 - لن وأحلم تنبل (1)، ولا تكن معجبا فتمقت وتمتهن.
53 - ما لي أرى الناس إذا قرب إليهم الطعام ليلا تكلفوا إنارة المصابيح ليبصروا ما يدخلون بطونهم، ولا يهتمون بغذاء النفس بأن ينيروا مصابيح ألبابهم بالعلم ليسلموا من لواحق الجهالة والذنوب في اعتقاداتهم وأعمالهم.
54 - الفقر هو أصل حسن سياسة الناس، وذلك إنه إذا كان من حسن السياسة أن يكون بعض الناس يسوس، وبعضهم يساس، وكان من يساس لا يستقيم أن يساس من غير أن يكون فقيرا محتاجا، فقد تبين أن الفقر هو السبب الذي به يقوم حسن السياسة.
55 - لا تتكلم بين يدي أحد من الناس دون ان تسمع كلامه (2)، وتقيس ما في نفسك من العلم إلى ما في نفسه، فإن وجدت ما في نفسه أكثر، فحينئذ ينبغي لك أن تروم زيادة الشئ الذي به يفضل على ما عندك.
56 - إذا كان اللسان آلة لترجمة ما يخطر في النفس، فليس ينبغي أن تستعمله فيما لم يخطر فيها.
57 - إذا كان الاباء هم السبب في الحياة، فمعلمو الحكمة والدين هم السبب في جودتها.
58 - وشكا إليه رجل تعذر الرزق، فقال: مه، لا تجاهد الرزق جهاد المغالب، ولا تتكل على القدر اتكال المستسلم، فإن ابتغاء الفضل من السنة، والاجمال

(1) النبل: الشرف والفضيلة.
(2) د: (قوله).
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»
الفهرست