شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٥٦
إضاعة حق، ولا يدخله الاعطاء في سرف، ولا يتخطى به القصد (1) إلى بخل، ولا تأخذه نعم الله ببطر.
7 - الفسق نجاسة في الهمة، وكلب في الطبيعة (2).
8 - قلوب الجهال تستفزها (3) الأطماع، وترتهن بالأماني، وتتعلق بالخدائع.
وكثرة الصمت زمام اللسان، وحسم (4) الفطنة، وإماطة الخاطر (5)، وعذاب الحس.
9 - عداوة الضعفاء للأقوياء، والسفهاء للحلماء والأشرار للأخيار، طبع لا يستطاع تغييره.
10 - العقل في القلب، والرحمة في الكبد، والتنفس في الرئة.
11 - إذا أراد الله بعبد خيرا حال بينه وبين شهوته، وحجز بينه وبين قلبه، وإذا أراد به شرا وكله إلى نفسه.
12 - الصبر مطية لا تكبو، والقناعة سيف لا ينبو.
13 - رحم الله عبدا اتقى ربه، وناصح نفسه وقدم توبته، وغلب شهوته، فإن أجله مستور عنه، وأمله خادع له، والشيطان موكل به.
14 - مر بمقبرة فقال: السلام عليكم يا أهل الديار الموحشة، والمحال المقفرة (6)، من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، أنتم لنا فرط (7)، ونحن لكم تبع (8) نزوركم عما قليل، ونلحق بكم بعد زمان قصير. اللهم اغفر لنا ولهم، وتجاوز عنا وعنهم.

(1) القصد: أمر بين الافراط والتفريط.
(2) الطبع والطبيعة: السجية.
(3) استفزه واستخفه: أخرجه عن دارة الحزم وضبط الامر والاخذ فيه بالثقة.
(4) الحسم: القطع، والفطنة: الذكاء وحدة الفهم.
(5) إماطة الخاطر، الإماطة: الابعاد والإزالة، والخاطر ما يخطر بالبال من التعقلات.
(6) أقفر المكان: خلا.
(7) فرط القوم يفرطهم، تقدمهم إلى الورد، والفرط بالتحريك: المتقدم إلى الماء.
(8) التبع: التابع.
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»
الفهرست