شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٣٩
يا بنى نمير، ما أطعتم الله ولا الشاعر، قال الله تعالى: ﴿قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم﴾ (1).
وقال الشاعر:
فغض الطرف إنك من نمير * فلا كعبا بلغت ولا كلابا (2) فأخجلتهم.
وقال أبو صخر الهذلي من شعر الحماسة:
لليلة منها تعود لنا * من غير ما رفث ولا أثم أشهى إلى نفسي ولو برحت * مما ملكت ومن بنى سهم.
آخر:
وما نلت منها محرما غير أنني * أقبل بساما من الثغر أفلجا وألثم فاها آخذا بقرونها * وأترك حاجات النفوس تحرجا.
وأعف من هذا الشعر قول عبد بنى الحسحاس على فسقه:
لعمر أبيها ما صبوت ولا صبت * إلى وإني من صبا لحليم سوى قبله استغفر الله ذنبها * سأطعم مسكينا لها وأصوم.
وقال آخر:
ومجدولة جدل العناق كأنما * سنا البرق في داجي الظلام ابتسامها ضربت لها الميعاد ليست بكنة * ولا جارة يخشى على ذمامها فلما التقينا قالت الحكم فاحتكم * سوى خلة هيهات منك مرامها فقلت معاذ الله أن أركب التي * تبيد ويبقى في المعاد أثامها.

(١) سورة النور ٣٠.
(2) لجرير، ديوانه 75.
(٢٣٩)
مفاتيح البحث: سورة النور (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»
الفهرست