شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٣٨
كثير عزة:
وإني لأرضى منك يا عز بالذي * لو أبصره الواشي لقرت بلابله بلا وبالا أستطيع وبالمنى * وبالوعد حتى يسأم الوعد آمله وبالنظرة العجلي وبالحول ينقضي * أواخره لا نلتقي وأوائله.
وقال بعض الظرفاء: كان أرباب الهوى يسرون فيما مضى، ويقنعون بان يمضغ أحدهم لبانا قد مضغته محبوبته، أو يستاك بسواكها، ويرون ذاك عظيما، واليوم يطلب أحدهم الخلوة وإرخاء الستور، كأنه قد أشهد على نكاحها أبا سعيد وأبا هريرة.
وقال أحمد بن أبي عثمان الكاتب:
وإني ليرضيني المرور ببابها * وأقنع منها بالوعيد وبالزجر.
قال يوسف بن الماجشون: أنشدت محمد بن المنكدر قول وضاح اليمن:
إذا قلت هاتي نوليني تبسمت * وقالت معاذ الله من فعل ما حرم فما نولت حتى تضرعت حولها * وعرفتها ما رخص الله في اللمم.
فضحك وقال: إن كان وضاح لفقيها في نفسه.
قال آخر:
فقالت بحق الله إلا أتيتنا * إذا كان لون الليل لون الطيالس فجئت وما في القوم يقظان غيرها * وقد نام عنها كل وال وحارس فبتنا مبيتا طيبا نستلذه * جميعا ولم أمدد لها كف لامس.
مرت امرأة حسناء بقوم من بنى نمير مجتمعين في ناد لهم، فرمقوها بأبصارهم، وقال قائل منهم: ما أكملها لولا إنها رسحاء (1)! فالتفتت إليهم، وقالت: والله

(1) الرسحاء: القبيحة.
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»
الفهرست