شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٤٢
وقال بعض الحكماء: إذا شئت أن تعرف ربك معرفة يقينية فاجعل بينك وبين المحارم حائطا من حديد، فسوف يفتح عليك أبواب معرفته. و مما يحكى من ورع حسان بن أبي سنان إن غلاما له كتب إليه من الأهواز:
إن قصب السكر أصابته السنة آفة فابتع ما قدرت عليه من السكر، فإنك تجد له ربحا كثيرا فيما بعد، فابتاع، وطلب منه ما ابتاعه بعد قليل بربح ثلاثين ألف درهم، فاستقال البيع من صاحبه، وقال: إنه لم يعلم ما كنت أعلم حين اشتريته منه، فقال البائع: قد علمت الان مقدار الربح، وقد طيبته لك وأحللتك، فلم يطمئن قلبه، وما زال حتى رده عليه.
يقال إن غنم الغارة اختلطت بغنم أهل الكوفة، فتورع أبو حنيفة أن يأكل اللحم، وسأل كم تعيش الشاة؟ قالوا: سبع سنين، فترك أكل لحم الغنم سبع سنين.
ويقال: إن المنصور حمل إليه بدرة فرمى بها إلى زاوية البيت، فلما مات جاء بها ابنه حماد بن أبي حنيفة إلى أبى الحسن بن أبي قحطبة، وقال: إن أبى أوصاني أن أرد هذه عليك، وقال: إنها كانت عندي كالوديعة، فاصرفها فيما أمرك الله به، فقال أبو الحسن: رحم الله أبا حنيفة! لقد شح بدينه إذ سخت به نفوس أقوام.
وقال سفيان الثوري: انظر درهمك من أين هو، وصل في الصف الأخير.
جابر، سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول لكعب بن عجرة: (لا يدخل الجنة لحم نبت من السحت، النار أولى به).
الحسن: لو وجدت رغيفا من حلال لأحرقته ثم سحقته ثم جعلته ذرورا، ثم داويت به المرضى.
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»
الفهرست