شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٣٧
ولا إلى محرم مددت يدي * ولا مشت بي لريبة قدم.
العباس بن الأحنف:
أتأذنون لصب في زيارتكم * فعندكم شهوات السمع والبصر (1) لا يضمر السوء إن طال الجلوس به * عف الضمير ولكن فاسق النظر.
قال بعضهم: رأيت امرأة مستقبلة البيت في الموسم، وهي في غاية الضر والنحافة رافعة يديها تدعو، فقلت لها هل لك من حاجة؟ قالت: حاجتي أن تنادي في الموقف بقولي:
تزود كل الناس زادا يقيمهم * وما لي زاد والسلام على نفسي ففعلت، وإذا أنا بفتى منهوك، فقال: أنا الزاد، فمضيت به إليها، فما زادوا على النظر والبكاء، ثم قالت له: انصرف مصاحبا، فقلت: ما علمت إن التقاءكما يقتصر فيه على هذا، فقالت: أمسك يا فتى، أما علمت إن ركوب العار ودخول النار شديد.
قال بعضهم:
كم قد ظفرت بمن أهوى فيمنعني * منه الحياء وخوف الله والحذر وكم خلوت بمن أهوى فيقنعني * منه الفكاهة والتحديث والنظر أهوى الملاح وأهوى أن أجالسهم * وليس لي في حرام منهم وطر كذلك الحب لا إتيان معصية * لا خير في لذة من بعدها سقر قال محمد بن عبد الله بن طاهر لبنيه: اعشقوا تظرفوا، وعفوا تشرفوا.
وصف اعرابي امرأة طرقها، فقال: ما زال القمر يرينيها فلما غاب أرتنيه، فقيل:
فما كان بينكما؟ قال: ما أقرب ما أحل الله مما حرم، إشارة في غير باس، ودنو من غير مساس، ولا وجع أشد من الذنوب.

(1) ديوانه 147.
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»
الفهرست