شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٢٦
فاما من قال بتفضيله على الناس كافة من التابعين فخلق كثير كأويس القرني وزيد بن صوحان، وصعصعة أخيه وجندب (1) الخير، وعبيدة السلماني، وغيرهم ممن لا يحصى كثرة، ولم تكن لفظة الشيعة تعرف في ذلك العصر إلا لمن قال بتفضيله، ولم تكن مقالة الامامية ومن نحا نحوها من الطاعنين في إمامة السلف مشهورة حينئذ على هذا النحو من الاشتهار، فكان القائلون بالتفضيل هم المسمون الشيعة، وجميع ما ورد من الآثار والاخبار في فضل الشيعة وأنهم موعودون بالجنة، فهؤلاء هم المعنيون به دون غيرهم، ولذلك قال أصحابنا المعتزلة في كتبهم وتصانيفهم: نحن الشيعة حقا.
فهذا القول هو أقرب إلى السلامة وأشبه بالحق من القولين المقتسمين طرفي الافراط والتفريط إن شاء الله.

(1) في د (وحبيب.
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»
الفهرست