شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٣٢
هو الزور يجفي و المعاشر يجتوى * وذو الألف يقلى والجديد يرقع له منظر في العين أبيض ناصع * ولكنه في القلب أسود أسفع ونحن نرجيه على الكره والرضا * وأنف الفتى من وجهه وهو أجدع.
وقال أيضا:
شعلة في المفارق استودعتني * في صميم الأحشاء ثكلا صميما (1) تستثير الهموم ما اكتن منها * صعدا وهي تستثير الهموما غره مرة ألا إنما كنت * أغر أيام كنت بهيما دقة في الحياة تدعى جلالا * مثل ما سمى اللديغ سليما حلمتني زعمتم وأراني * قبل هذا التحليم كنت حليما.
وقال الصابي: وذكر الخضاب خضبت مشيبي للتعلق بالصبا * وأوهمت من أهواه إني لم أشب فلما ادعى منى العذار شبيبة * إذا صلعي قد صاح من فوقه كذب فكم طرة طارت ودانت ذوائب * وكم وجنة حالت وماء بها نضب شواهد بالتزوير يحوين ربها * فهجرانه عند الأحبة قد وجب.
البحتري:
بان الشباب فلا عين ولا أثر * إلا بقية برد منه أسمال قد كدت أخرجه عن منتهى عددي * يأسا وأسقطه إذ فات من بالي سوء العواقب يأس قبله أمل * وأعضل الداء نكس بعد إبلال والمرء طاعة أيام تنقله * تنقل الظل من حال إلى حال

(1) ديوانه 3: 223.
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»
الفهرست