شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٢٧
(479) الأصل:
وسئل عن التوحيد والعدل، فقال:
التوحيد ألا تتوهمه، والعدل ألا تتهمه.
الشرح:
هذان الركنان هما ركنا علم الكلام، وهما شعار أصحابنا المعتزلة، لنفيهم المعاني القديمة التي يثبتها الأشعري وأصحابه، ولتنزيههم البارئ سبحانه عن فعل القبيح.
ومعنى قوله: (ألا تتوهمه) أي ألا تتوهمه جسما أو صورة أو في جهة مخصوصة، أو مالئا لكل الجهات كما ذهب إليه قوم، أو نورا من الأنوار، أو قوة سارية في جميع العالم، كما قاله قوم، أو من جنس الاعراض التي تحل الحال أو تحل المحل، وليس بعرض كما قاله النصارى وغلاة الشيعة، أو تحله المعاني والاعراض، فمتى توهم على شئ من هذا فقد خولف التوحيد، وذلك لان كل جسم أو عرض أو حال في محل أو محل الحال، أو مختص بجهة، لا بد أن يكون منقسما في ذاته، لا سيما على قول من نفى الجزاء مطلقا، وكل منقسم فليس بواحد، وقد ثبت إنه واحد. وأضاف أصحابنا إلى التوحيد نفى المعاني القديمة، ونفى ثان في الإلهية، ونفى الرؤية، ونفى كونه مشتهيا أو نافرا أو ملتذا (1) أو آلما أو عالما بعلم محدث، أو قادرا بقدرة محدثة، أو حيا بحياة محدثة، أو نفى كونه عالما بالمستقبلات أبدا، أو نفى كونه عالما بكل معلوم أو قادرا

(1) في د (متلذذا).
(٢٢٧)
مفاتيح البحث: مدرسة المعتزلة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»
الفهرست