شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٣١
ولئن عبن ما رأين لقد * أنكرن مستنكرا وعبن معيبا لو رأى الله إن في الشيب فضلا * جاورته الأبرار في الخلد شيبا وقال:
فإن يكن المشيب طغى علينا * وأودى بالبشاشة والشباب فإني لست ادفعه بشئ * يكون عليه أثقل من خضاب أردت بان ذاك وذا عذاب * فسلطت العذاب على العذاب.
ابن الرومي:
لم أخضب الشيب للغواني * أبغي به عندهم ودادا لكن خضابي على شباب * لبست من بعده حدادا.
ومن مختار ما جاء من الشعر في الشيب وإن لم يكن فيه ذكر الخضاب قول أبى تمام:
نسج المشيب له لفاعا مغدفا * يققا فقنع مذرويه ونصفا نظر الزمان إليه قطع دونه * نظر الشقيق تحسرا وتلهفا ما اسود حتى ابيض كالكرم الذي * لم يبد حتى جئ كيما يقطفا لما تفوفت الخطوب سوادها * ببياضها عبثت به فتفوفا ما كان يخطر قبل ذا في فكره * للبدر قبل تمامه أن يكسفا.
وقال أيضا:
غدا الهم مختطا بفودي خطة * طريق الردى منها إلى الموت مهيع (1)

(1) ديوانه 2: 324.
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»
الفهرست