شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢١٣
وعهد فلان عهد الغراب، يعنون إنه غادر، قالوا: لان كل طائر يألف أنثاه إلا الغراب، فإنه إذا باضت الأنثى تركها وصار إلى غيرها.
ويقولون: ذهب سمع الأرض وبصرها، أي حيث لا يدرى أين هو!
وتقولون: ألقى عصاه، إذا أقام واستقر، قال الشاعر:
فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر (1) ووقع القضيب من يد الحجاج وهو يخطب، فتطير بذلك حتى بان في وجهه، فقام إليه رجل فقال: إنه ليس ما سبق وهم الأمير إليه، ولكنه قول القائل، وأنشده البيت، فسرى عنه.
ويقال للمختلفين، طارت عصاهم شققا.
ويقال: فلان منقطع القبال (2) أي لا رأى له.
وفلان عريض البطان، أي كثير الثروة.
وفلان رخي اللب، أي في سعة.
وفلان واقع الطائر، أي ساكن.
وفلان شديد الكاهل، أي منيع الجانب.
وفلان ينظر في أعقاب نجم مغرب، أي هو نادم آيس، قال الشاعر:
فأصبحت من ليلى الغداة كناظر مع الصبح في أعقاب نجم مغرب (3) وسقط في يده، أي أيقن بالهلكة.
وقد رددت يده إلى فيه، أي منعته من الكلام.
وبنو فلان يد على بنى فلان، أي مجتمعون.

(1) اللسان (عصا).
(2) القبال: زمام النعل.
(3) للمجنون، ديوانه 79.
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»
الفهرست