شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٠٦
ويقولون للصبي: قد قطفت ثمرته، أي ختن. وقال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير:
ما زال عصياننا لله يرذلنا * حتى دفعنا إلى يحيى ودينار (1) ألا عليجين لم تقطف ثمارها * قد طالما سجدا للشمس والنار.
ويقولون: قدر حليمة، أي لا غليان فيها.
ويقولون لمن يصلى صلاة مختصرة: هو راجز الصلاة.
وقال أعرابي لرجل رآه يصلى صلاة خفيفة: صلاتك هذه رجز.
ويقولون: فلان عفيف الشفة، أي قليل السؤال، وفلان خفيف الشفة، كثير السؤال.
وتكنى العرب عن المتيقظ بالقطامي، وهو الصقر.
ويكنون عن الشدة والمشقة بعرق القربة، يقولون: لقيت من فلان عرق القربة، أي العرق الذي يحدث بك من حملها وثقلها، وذلك لان أشد العمل كان عندهم السقي وما ناسبه من معالجة الإبل.
وتكنى العرب عن الحشرات وهوام الأرض بجنود سعد، يعنون سعد الأخبية، وذلك لأنه إذا طلع انتشرت في ظاهر الأرض، و خرج منها ما كان مستترا في باطنها، قال الشاعر:
قد جاء سعد منذرا بحره * موعدة جنوده بشره (1) ويكنى قوم عن السائلين على الأبواب بحفاظ سورة يوسف عليه السلام، لأنهم يعتنون بحفظها دون غيرها، وقال عمارة يهجو محمد بن وهيب:
تشبهت بالأعراب أهل التعجرف * فدل على ما قلت قبح التكلف (1)

(1) كنايات الجرجاني 129، 130.
(٢٠٦)
مفاتيح البحث: سورة يوسف (1)، الصّلاة (5)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»
الفهرست