شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ١٦٩
هل يبلغنيهم إلى الصباح * هقل كان رأسه جماح.
قال: فما زال يذهب به ظليمة ويجئ حتى أنست به وعلمت إنه ليس بإنسي فقلت يا هذا، من أشعر العرب؟ فقال: الذي يقول:
أغرك منى أن أحبك قاتلي * وإنك مهما تأمري القلب يفعل يعنى امرأ القيس، قلت: ثم من؟ قال: الذي يقول:
ويبرد برد رداء العروس * بالصيف رقرقت فيه العبيرا ويسخن ليلة لا يستطيع * نباحا بها الكلب إلا هريرا.
ثم ذهب به ظليمة فلم أره (1).
قال: وحدث عوانه، عن الحسن ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لحسان بن ثابت: من أشعر العرب؟ قال: الزرق العيون من بنى قيس، قال: لست أسألك عن القبيلة، إنما أسألك عن رجل واحد، فقال حسان: يا رسول الله، إن مثل الشعراء والشعر كمثل ناقة نحرت، فجاء امرؤ القيس بن حجر فأخذ سنامها وأطايبها، ثم جاء المتجاوران من الأوس والخزرج فأخذا ما وإلى ذلك منها، ثم جعلت العرب تمزعها حتى إذا بقي الفرث والدم جاء عمرو بن تميم والنمر بن قاسط فأخذاه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (ذاك رجل مذكور في الدنيا شريف فيها خامل يوم القيامة، معه لواء الشعراء إلى النار) (2).
فأما الأعشى فقد احتج أصحابه لتفضيله بأنه كان أكثرهم عروضا، وأذهبهم في فنون الشعر، وأكثرهم قصيدة طويلة جيدة، وأكثرهم مدحا وهجاء، وكان أول من سأل
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»
الفهرست