شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ١٤٥
قال المسعودي: وأظهر عبد الله بن الزبير الزهد في الدنيا، وملازمة العبادة، مع الحرص على الخلافة وشبر بطنه، فقال: إنما بطني شبر، فما عسى أن يسع ذلك الشبر! وظهر عنه شح عظيم على سائر الناس، ففي ذلك يقول أبو حمزة مولى آل الزبير:
إن الموالى أمست وهي عاتبة * على الخليفة تشكوا الجوع والحربا ماذا علينا وماذا كان يرزؤنا * أي الملوك على ما حولنا غلبا!
وقال فيه أيضا:
لو كان بطنك شبرا قد شبعت وقد * أفضلت فضلا كثيرا للمساكين ما زلت في سورة الأعراف تدرسها * حتى فؤادي مثل الخز في اللين.
وقال فيه شاعر أيضا، لما كانت الحرب بينه وبين الحصين بن نمير قبل أن يموت يزيد بن معاوية:
فيا راكبا أما عرضت فبلغن * كبير بنى العوام إن قيل من تعنى تخبر من لاقيت إنك عائذ * وتكثر قتلى بين زمزم والركن.
وقال الضحاك بن فيروز الديلمي:
تخبرنا أن سوف تكفيك قبضة * وبطنك شبر أو أقل من الشبر وأنت إذا ما نلت شيئا قضمته * كما قضمت نار الغضا حطب السدر فلو كنت تجزى أو تثيب بنعمة * قريبا لردتك العطوف على عمرو.
قال: هو عمرو بن الزبير أخوه، ضربه عبد الله حتى مات وكان مباينا له (1).

(1) مروج الذهب 3: 84، 85.
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»
الفهرست