شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ١٣٦
وقال الشعبي: فقد رأيت عجبا بفناء الكعبة أنا وعبد الله بن الزبير، وعبد الملك بن مروان ومصعب بن الزبير فقام القوم بعد ما فرغوا من حديثهم، فقالوا: ليقم كل واحد منكم، فليأخذ بالركن اليماني، ثم يسأل الله تعالى حاجته، فقام عبد الله بن الزبير فالتزم الركن وقال: اللهم إنك عظيم ترجى لكل عظيم، أسألك بحرمة وجهك وحرمة عرشك وحرمة بيتك هذا، ألا تخرجني من الدنيا حتى إلى الحجاز، ويسلم على بالخلافة، وجاء فجلس.
فقام أخوه مصعب فالتزم الركن وقال: اللهم رب كل شئ، وإليك مصير كل شئ، أسألك بقدرتك على كل شئ، ألا تميتني حتى إلى العراق، وأتزوج سكينة بنت الحسين بن علي، ثم جاء فجلس.
فقام عبد الملك فالتزم الركن وقال: اللهم رب السماوات السبع، والأرض ذات النبت والقفر، أسألك بما سألك به المطيعون لأمرك، وأسألك بحق وجهك، وبحقك على جميع خلقك، ألا تميتني حتى إلى شرق الأرض وغربها، لا ينازعني أحد إلا ظهرت عليه، ثم جاء فجلس.
فقام عبد الله بن عمر فأخذ بالركن وقال: يا رحمن يا رحيم، أسألك برحمتك التي سبقت غضبك، وبقدرتك على جميع خلقك، ألا تميتني حتى توجب لي الرحمة.
قال الشعبي: فوالله ما خرجت من الدنيا حتى بلغ كل من الثلاثة ما سأل، وأخلق بعبد الله بن عمر أن تجاب دعوته، وأن يكون من أهل الرحمة.
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»
الفهرست