شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ١٢٢
أبى لابن سلمى إنه غير خالد * يلاقى المنايا أي وجه تيمما (1) فلست بمبتاع الحياة بسبة * ولا مرتق من خشية الموت سلما.
ثم قال: احملوا على بركة الله، ثم حمل حتى بلغ بهم إلى الحجون، فرمى بحجر، فأصاب وجهه، فأرعش ودمي وجهه، فلما وجد سخونة الدم تسيل على وجهه ولحيته قال:
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا * ولكن على أقدامنا تقطر الدما (2) قال: وتقاووا عليه، وصاحت مولاة له مجنونة: وا أمير المؤمنيناه، وقد كان هوى، ورأته حين هوى فأشارت لهم إليه، فقتل وإن عليه لثياب خز، وجاء الخبر إلى الحجاج، فسجد وسار هو وطارق بن عمرو، فوقفا عليه، فقال طارق: ما ولدت النساء أذكر من هذا، فقال الحجاج: أتمدح من يخالف طاعة أمير المؤمنين! فقال طارق: هو أعذر لنا، ولولا هذا ما كان لنا عذر، إنا محاصروه وهو في غير خندق ولا حصن ولا منعه منذ ثمانية أشهر ينتصف منا، بل يفضل علينا في كل ما التقينا نحن وهو، قال، فبلغ كلامهما عبد الملك، فصوب طارقا.
قال: وبعث الحجاج برأس ابن الزبير ورأس عبد بن صفوان ورأس عمارة بن عمرو بن حزم إلى المدينة، فنصبت الثلاثة بها، ثم حملت إلى عبد الملك.
ونحن الان نذكر بقية اخبار عبد الله بن الزبير ملتقطة من مواضع متفرقة:
رئي عبد الله بن الزبير في أيام معاوية واقفا بباب مية مولاة معاوية، فقيل له:

(1) للحصين بن الحمام المري، الأغاني 14: 8.
(2) للحصين بن الحمام المري، ديوان الحماسة 1: 192 - بشرح التبريزي.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست