شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ١٠٠
قال الواقدي: وخرج سعد بن معاذ معتمرا قبل بدر، فنزل على أمية بن خلف، فأتاه أبو جهل، وقال: أتترك هذا وقد آوى محمدا وآذننا بالحرب فقال سعد بن معاذ قل ما شئت، أما إن طريق عيركم علينا، قال أمية بن خلف: مه لا تقل هذا لأبي الحكم فإنه سيد أهل الوادي قال سعد بن معاذ: وأنت تقول ذلك يا أمية أما والله لسمعت محمدا يقول لأقتلن أمية بن خلف، قال أمية: أنت سمعته قال سعد بن معاذ: فقلت:
نعم قال: فوقع في نفسه، فلما جاء النفير أبى أمية أن يخرج معهم إلى بدر، فأتاه عقبة بن أبي معيط وأبو جهل، ومع عقبة مجمرة فيها بخور، ومع أبى جهل مكحلة ومرود، فأدخلها عقبة تحته، فقال تبخر، فإنما أنت امرأة، وقال أبو جهل: اكتحل فإنما أنت امرأة فقال أمية: ابتاعوا لي أفضل بعير في الوادي، فابتاعوا له جملا بثلاثمائة دينار من نعم بنى قشير، فغنمه المسلمون يوم بدر، فصار في سهم خبيب (1) بن يساف.
قال الواقدي: وقالوا ما كان أحد ممن خرج إلى العير أكره للخروج من الحارث ابن عامر، وقال: ليت قريشا تعزم على القعود وإن مالي في العير تلف ومال بنى عبد مناف أيضا فيقال له إنك سيد من ساداتها، أفلا تردعها عن الخروج قال: إني أرى قريشا قد أزمعت على الخروج، ولا أرى أحدا به طرق (2) تخلف إلا من علة، وأنا أكره خلافها، وما أحب أن تعلم قريش ما أقول، على أن ابن الحنظلية رجل مشئوم على قومه، ما أعلمه إلا يحرز قومه أهل يثرب، ولقد قسم الحارث (3) مالا من ماله بين ولده، ووقع في نفسه أنه لا يرجع إلى مكة، وجاءه ضمضم بن عمرو، وكانت للحارث عنده أياد، فقال أبا عامر، إني رأيت رؤيا كرهتها، وإني لكاليقظان على راحلتي وأراكم أن واديكم يسيل دما من أسفله إلى أعلاه، فقال الحارث ما خرج أحد وجها من الوجوه أكره له من وجهي هذا، قال: يقول ضمضم: والله إني لأرى لك أن تجلس، فقال لو سمعت

(1) الواقدي 29، وفي الأصول (حبيب)، والتصويب من الواقدي والإصابة.
(2) طرق، أي قوة.
(3) ساقطة من الواقدي.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213