(٧) الأصل:
ومن كتاب منه عليه السلام إليه أيضا:
أما بعد فقد أتتني منك موعظة موصلة، ورسالة محبرة، نمقتها بضلالك، وأمضيتها بسوء رأيك. وكتاب امرئ ليس له بصر يهديه، ولا قائد يرشده، قد دعاه الهوى فأجابه، وقادة الضلال فاتبعه، فهجر لاغطا، وضل خابطا.
* * * الشرح:
موعظة موصلة، أي مجموعة الألفاظ من هاهنا وهاهنا، وذلك عيب في الكتابة والخطابة، وإنما الكاتب من يرتجل فيقول قولا فصلا، أو يروى فيأتي بالبديع المستحسن، وهو في الحالين كليهما ينفق من كيسه، ولا يستعير كلام غيره.
والرسالة المحبرة المزينة الألفاظ، كأنه عليه السلام يشير إلى إنه قد كان يظهر عليها أثر التكلف والتصنع.
والتنميق التزيين أيضا.
وهجر الرجل، أي هذى، ومنه قوله تعالى في أحد التفسيرين ﴿إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا﴾ (1).
واللاغط ذو اللغط، وهو الصوت والجلبة.