شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ١٠٣
قال الواقدي: وخرجت قريش سراعا، وخرجوا بالقيان والدفوف، سارة مولاة عمرو بن هاشم بن عبد المطلب وعزة مولاة أسود بن المطلب، وفلانة مولاة أمية بن خلف، يغنين في كل منهل، وينحرون الجزر، وخرجوا بالجيش يتقاذفون بالحراب، وخرجوا بتسعمائة وخمسين مقاتلا، وقادوا مائة فرس، بطرا ورئاء الناس، كما ذكر الله تعالى في كتابه (1)، وأبو جهل يقول أيظن محمد أن يصيب منا ما أصاب بنخلة وأصحابه، سيعلم أنمنع (2) عيرنا أم لا.
قلت سرية نخلة سرية قبل بدر، وكان أميرها عبد الله بن جحش قتل فيها عمرو ابن الحضرمي، حليف بنى عبد شمس، قتله واقد بن عبد الله التميمي، رماه بسهم فقتله، وأسر الحكم بن كيسان وعثمان بن عبد الله بن المغيرة، واستاق المسلمون العير، وكانت خمسمائة بعير فخمسها رسول الله صلى الله عليه وآله، وقسم أربعمائة فيمن شهدها من المسلمين، وهم مائتا رجل، فأصاب كل رجل بعيران.
قال الواقدي: وكانت الخيل لأهل القوة منهم، وكان في بنى مخزوم منها ثلاثون فرسا، وكانت الإبل سبعمائة بعير، وكان أهل الخيل كلهم دارع، وكانوا مائة، وكان في الرجالة دروع سوى ذلك (3).
قال الواقدي: وأقبل أبو سفيان بالعير، وخاف هو وأصحابه خوفا شديدا حين دنوا من المدينة، واستبطؤوا ضمضما والنفير، فلما كانت الليلة التي يصبحون فيها على ماء بدر، جعلت العير تقبل بوجوهها إلى ماء بدر، وكانوا باتوا من وراء بدر آخر ليلتهم، وهم على

(1) ذكر الواقدي بعدها الآية: (ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس...). إلى آخر الآية.
(2) الواقدي: (أمنع).
(3) الواقدي 32، 33.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213