شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٢٨
المزعج بالأجل هذه الدار بالخروج من عز القناعة، والدخول في ذل الطلب والضراعة، فما أدرك هذا المشترى فيما اشترى من درك. فعلى مبلبل أجسام الملوك، وسالب نفوس الجبابرة، ومزيل ملك الفراعنة، مثل كسرى وقيصر، وتبع وحمير، ومن جمع المال على المال فأكثر، ومن بنى وشيد، وزخرف ونجد، وادخر واعتقد، ونظر بزعمه للولد - إشخاصهم جميعا إلى موقف العرض والحساب، وموضع الثواب والعقاب، إذا وقع الامر بفصل القضاء، (وخسر هنالك المبطلون).
شهد على ذلك العقل إذا خرج من أسر الهوى، وسلم من علائق الدنيا).
* * * الشرح:
نسب شريح وذكر بعض أخباره هو شريح بن الحارث بن المنتجع بن معاوية بن جهم بن ثور بن عفير (1) بن عدي ابن الحارث بن مرة بن أدد الكندي، وقيل إنه حليف لكندة من بنى الرائش.
وقال ابن الكلبي ليس أسم أبيه الحارث، وإنما هو شريح بن معاوية ابن ثور.
وقال قوم هو شريح بن هانئ.
وقال قوم هو شريح بن شراحيل، والصحيح انه شريح بن الحارث، ويكنى أبا أمية. استعمله عمر بن الخطاب على القضاء بالكوفة، فلم يزل قاضيا ستين سنة، لم يتعطل فيها إلا ثلاث سنين في فتنة ابن الزبير، امتنع فيها من القضاء، ثم استعفى الحجاج من

(1) ب: (عقر)، والصواب ما أثبته من الاستيعاب.
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213