شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٩٨
عداس، فقالا له خذ قطفا (1) من هذا العنب وضعه في ذلك الطبق، ثم اذهب به إلى ذلك الرجل، وقل له فليأكل منه ففعل واقبل به حتى وضعه بين يديه، فوضع يده فيه فقال بسم الله، وأكل، فقال عداس والله إن هذه الكلمة لا يقولها أهل هذه البلدة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله من أي البلاد أنت وما دينك قال: أنا نصراني من أهل نينوى، قال: أمن قرية الرجل الصالح يونس بن متى قال: وما يدريك من يونس بن متى قال: ذاك أخي، كان نبيا وأنا نبي فأكب عداس على يديه ورجليه ورأسه يقبلها، قال: يقول ابنا ربيعة أحدهما لصاحبه: أما غلامك فقد أفسده عليك، فلما جاءهما قالا ويلك ويلك يا عداس ما لك تقبل رأس هذا الرجل ويديه وقدميه قال: يا سيدي، ما في الأرض خير من هذا، فقد أخبرني بأمر لا يعلمه إلا نبي (2).
قال الواقدي: واستقسمت قريش بالأزلام عند هبل للخروج، واستقسم أمية بن خلف وعتبة وشيبة بالامر والناهي، فخرج القدح (3) الناهي، فاجمعوا المقام حتى أزعجهم أبو جهل، فقال ما استقسمت ولا نتخلف عن عيرنا.
قال الواقدي: لما توجه زمعة بن الأسود خارجا، فكان بذي طوى أخرج قداحه، واستقسم بها، فخرج الناهي عن الخروج، فلقى غيظا، ثم أعادها الثانية فخرج مثل ذلك فكسرها، وقال: ما رأيت كاليوم قدحا أكذب ومر به سهيل بن عمرو وهو على تلك الحال، فقال ما لي أراك غضبان يا أبا حكيمة فأخبره زمعة، فقال امض عنك أيها الرجل، قد أخبرني عمير بن وهب أنه لقيه مثل الذي أخبرتني، فمضوا على هذا الحديث (4).

(١) القطف: عنقود العنب. وهو في الأصل: اسم لكل ما يقطف.
(٢) تاريخ الطبري ٢: ٣٤٥، ٣٤٦ (طبعة المعارف).
(3) القدح هنا: السهم الذي كانوا يستقسمون به.
(4) مغازي الواقدي 27.
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213