شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٩٦
النفير يعتبر بك غيرك من قومك، فأخرج أو أبعث رجلا، فقال و اللات والعزى لا أخرج ولا أبعث أحدا، فجاءه أبو جهل فقال أقم يا أبا عتبة، فوالله ما خرجنا إلا غضبا لدينك ودين آبائك وخاف أبو جهل أن يسلم أبو لهب، فسكت أبو لهب ولم يخرج ولم يبعث، وما منع أبا لهب أن يخرج إلا الاشفاق من رؤيا عاتكة، كان يقول إنما رؤيا عاتكة اخذ باليد، ويقال إنه بعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة وكان له عليه دين، فقال اخرج وديني عليك لك، فخرج عنه.
وقال محمد بن إسحاق في المغازي كان دين أبى لهب على العاص بن هشام أربعة آلاف درهم، فمطله بها وأفلس، فتركها له على أن يكون مكانه، فخرج مكانه.
قال الواقدي: وأخرج عتبة وشيبة دروعا لهما، فنظر إليهما مولاهما عداس وهما يصلحان دروعهما وآله حربهما، فقال ما تريدان فقالا أ لم تر إلى الرجل الذي أرسلناك إليه بالعنب في كرمنا بالطائف قال: نعم، قالا نخرج فنقاتله، فبكى، وقال: لا تخرجا، فوالله إنه لنبي، فأبيا فخرجا، وخرج معهما فقتل ببدر معهما.
قلت حديث العنب في كرم ابني ربيعة بالطائف قد ذكره أرباب السيرة، وشرحه الطبري في التاريخ، قال: لما مات أبو طالب بمكة طمعت قريش في رسول الله صلى الله عليه وآله ونالت منه ما لم تكن تناله في حياة أبى طالب، فخرج من مكة خائفا على نفسه مهاجرا إلى ربه يؤم الطائف، راجيا أن يدعو أهلها إلى الاسلام فيجيبوه، وذلك في شوال من سنة عشر من النبوة، فأقام بالطائف عشرة أيام، وقيل شهرا، لا يدع أحدا من أشراف ثقيف الا جاءه وكلمه، فلم يجيبوه، وأشاروا عليه أن يخرج عن أرضهم، ويلحق بمجاهل الأرض وبحيث لا يعرف، وأغروا به سفهاءهم، فرموه بالحجارة، حتى إن رجليه لتدميان، فكان معه زيد بن حارثة، فكان يقيه بنفسه، حتى لقد شج في رأسه.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213