فهم من القتل بمكان أمن)، فنقول إن بني هاشم لما حصروا في الشعب بعد أن منعوا رسول الله صلى الله عليه وآله من قريش، كانوا صنفين مسلمين وكفارا، فكان علي عليه السلام وحمزة بن عبد المطلب مسلمين.
واختلف في جعفر بن أبي طالب هل حصر في الشعب معهم أم لا فقيل حصر في الشعب معهم، وقيل بل كان قد هاجر إلى الحبشة، ولم يشهد حصار الشعب، وهذا هو القول الأصح. وكان من المسلمين المحصورين في الشعب مع بني هاشم عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، وهو وإن لم يكن من بني هاشم إلا إنه يجرى مجراهم، لان بني المطلب وبنى هاشم كانوا يدا واحدة، لم يفترقوا في جاهلية ولا إسلام.
وكان العباس رحمه الله في حصار الشعب معهم إلا إنه كان على دين قومه، وكذلك عقيل بن أبي طالب، وطالب بن أبي طالب، ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وأبو سفيان ابن الحارث بن عبد المطلب، وابنه الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب - وكان شديدا على رسول الله صلى الله عليه وآله، يبغضه ويهجوه بالاشعار، إلا إنه كان لا يرضى بقتله، ولا يقار قريشا في دمه، محافظة على النسب - وكان سيد المحصورين في الشعب ورئيسهم وشيخهم أبو طالب بن عبد المطلب، وهو الكافل والمحامي.
* * * [اختلاف الرأي في إيمان أبى طالب] واختلف الناس في إيمان أبى طالب (1)، فقالت الامامية وأكثر الزيدية: ما مات إلا مسلما.