شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ١٠٢
فما تريد هذا سيد كنانة، هو لنا جار على (1) من نخلف، فقال عتبة: لا شئ، أنا خارج (2).
قال الواقدي: وكان الذي بين بنى كنانة وقريش أن ابنا لحفص بن الأحنف أحد بنى معيط بن عامر بن لؤي، خرج يبغي ضالة، وهو غلام في رأسه ذؤابة، وعليه حلة، وكان غلاما وضيئا، فمر بعامر بن يزيد بن عامر بن الملوح بن يعمر، أحد رؤساء بنى كنانة - وكان بضجنان - فقال من أنت يا غلام قال: ابن لحفص بن الأحنف، فقال: يا بنى بكر، ألكم في قريش دم قالوا نعم، قال: ما كان رجل يقتل هذا برجله إلا استوفى، فأتبعه رجل من بنى بكر فقتله بدم له في قريش، فتكلمت فيه قريش فقال عامر ابن يزيد قد كانت لنا فيكم دماء، فإن شئتم فأدوا ما لنا قبلكم ونؤدي إليكم ما كان فينا، وإن شئتم فإنما هو الدم، رجل برجل، وإن شئتم فتجافوا عنا فيما قبلنا، ونتجافى عنكم فيما قبلكم. فهان ذلك الغلام على قريش، وقالوا صدق رجل برجل، فلهوا عنه أن يطلبوا بدمه، فبينا أخوه مكرز بن حفص بمر الظهران، إذ نظر عامر بن يزيد وهو سيد بنى بكر على جمل له، فلما رآه قال: ما اطلب أثرا بعد عين وأناخ بعيره، وهو متوشح سيفه، فعلاه به حتى قتله، ثم أتى مكة من الليل، فعلق سيف عامر بن يزيد، بأستار الكعبة فلما أصبحت قريش رأوا سيف عامر بن يزيد، فعرفوا أن مكرز بن حفص قتله، وقد كانت تسمع من مكرز في ذلك قولا، وجزعت بنو بكر من قتل سيدها، فكانت معدة لقتل رجلين من قريش سيدين أو ثلاثة من ساداتها، فجاء النفير وهم على هذا الامر، فخافوهم على من تخلف بمكة من ذراريهم، فلما قال سراقة ما قال، وهو ينطق بلسان إبليس شجع القوم (2).

(1) الواقدي: (علام نختلف!).
(2) الواقدي 31، 32.
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213