فقام الأشتر، فشخص نحو الكوفة، فاقبل حتى دخلها والناس في المسجد الأعظم، فجعل لا يمر بقبيلة إلا دعاهم، وقال: اتبعوني إلى القصر، حتى وصل القصر، فاقتحمه وأبو موسى يومئذ يخطب الناس على المنبر، ويثبطهم، وعمار يخاطبه، والحسن عليه السلام يقول اعتزل عملنا وتنح عن منبرنا، لا أم لك.
قال أبو جعفر: فروى أبو مريم الثقفي، قال: والله إني لفي المسجد يومئذ إذ دخل علينا غلمان أبى موسى يشتدون ويبادرون (1) أبا موسى: أيها الأمير، هذا الأشتر قد جاء، فدخل القصر، فضربنا وأخرجنا. فنزل أبو موسى من المنبر، وجاء حتى دخل القصر، فصاح به الأشتر، اخرج من قصرنا لا أم لك، أخرج الله نفسك فوالله إنك لمن المنافقين قديما. قال: أجلني هذه العشية، قال: قد أجلتك، ولا تبيتن في القصر [الليلة] (2). ودخل الناس ينتهبون متاع أبى موسى، فمنعهم الأشتر، وقال:
إني قد أخرجته وعزلته عنكم فكف الناس حينئذ عنه (3).
قال أبو جعفر: فروى الشعبي، عن أبي الطفيل، قال: قال علي عليه السلام:
يأتيكم من الكوفة اثنا عشر ألف رجل ورجل واحد، فوالله لقعدت على نجفة (4) ذي قار، فأحصيتهم واحدا واحدا، فما زادوا رجلا، ولا نقصوا رجلا (5).
[فصل في نسب عائشة وأخبارها] وينبغي أن نذكر في هذا الموضع طرفا من نسب عائشة وأخبارها، وما يقوله أصحابنا المتكلمون فيها، جريا على عادتنا في ذكر مثل ذلك كلما مررنا بذكر أحد من الصحابة