أن يصبحوا بدرا، إن لم يعترض لهم، فما أقرتهم العير حتى ضربوها بالعقل (1) على أن بعضها ليثنى بعقالين، وهي ترجع (2) الحنين، تواردا إلى ماء بدر، وما إن بها إلى الماء من حاجة، لقد شربت بالأمس، وجعل أهل العير يقولون إن هذا شئ ما صنعته الإبل منذ خرجنا، قالوا وغشينا تلك الليلة ظلمة شديدة حتى ما نبصر شيئا (3).
قال الواقدي: وكان بسبس بن عمرو وعدي بن أبي الزغباء وردا على مجدي بدرا يتجسسان (4) الخبر، فلما نزلا ماء بدر، أناخا راحلتيهما إلى قريب من الماء، ثم أخذ أسقيتهما، يسقيان من الماء، فسمعا جاريتين من جواري جهينة، يقال لأحداهما برزة وهي تلزم صاحبتها في درهم، كان لها عليها وصاحبتها تقول إنما العير غدا أو بعد غد قد نزلت، ومجدي بن عمر يسمعها، فقال صدقت، فلما سمع ذلك بسبس وعدى انطلقا راجعين إلى النبي صلى الله عليه وآله حتى أتياه بعرق الظبية، فأخبراه الخبر (3).
قال الواقدي: وحدثني كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني، عن أبيه، عن جده - وكان أحد البكائين - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لقد سلك فج الروحاء موسى النبي عليه السلام في سبعين ألفا من بني إسرائيل وصلوا في المسجد الذي بعرق الظبية.
قال الواقدي: وهي من الروحاء على ميلين مما يلي المدينة، إذا خرجت على يسارك.
قال الواقدي: وأصبح أبو سفيان ببدر، قد تقدم العير وهو خائف من الرصد فقال يا مجدي، هل أحسست أحدا تعلم والله ما بمكة قرشي ولا قرشية له نش