شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٢٥٠
رسول الله صلى الله عليه وآله، وجعل يصيح نفسي دون نفسك يا رسول الله فلم يزل يرمى بها سهما سهما، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يطلع رأسه من خلف أبى طلحة بين إذنه ومنكبه، ينظر إلى مواقع النبل حتى فنيت نبله، وهو يقول نحري دون نحرك جعلني الله فداك قالوا إنه كان رسول الله صلى الله عليه وآله، ليأخذ العود من الأرض فيقول أرم يا أبا طلحة، فيرمى به سهما جيدا.
قال الواقدي: وكان الرماة المذكورون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله جماعه منهم سعد بن أبي وقاص، وأبو طلحة، وعاصم بن ثابت، والسائب بن عثمان بن مظعون، والمقداد بن عمرو، وزيد بن حارثة، وحاطب بن أبي بلتعة، وعتبة بن غزوان، وخراش بن الصمة، وقطبة بن عامر بن حديدة، وبشر بن البراء بن معرور، وأبو نائلة ملكان بن سلامة، وقتادة بن النعمان.
قال الواقدي: ورمى أبو رهم الغفاري بسهم فأصاب نحره، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فبصق عليه، فبرأ، فكان أبو رهم بعد ذلك يسمى المنحور.
وروى أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد اللغوي، غلام ثعلب، ورواه أيضا محمد بن حبيب في أماليه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما فر معظم أصحابه عنه يوم أحد، كثرت عليه كتائب المشركين، وقصدته كتيبة من بنى كنانة، ثم من بنى عبد مناة بن كنانة، فيها بنو سفيان بن عويف، وهم خالد بن سفيان، وأبو الشعثاء بن سفيان وأبو الحمراء بن سفيان، وغراب بن سفيان، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله يا علي اكفني هذه الكتيبة، فحمل عليها وإنها لتقارب خمسين فارسا، وهو عليه السلام راجل، فما زال يضربها بالسيف حتى تتفرق عنه ثم تجتمع (1) عليه، هكذا مرارا حتى قتل بنى سفيان بن عويف الأربعة، وتمام العشرة منها، ممن لا يعرف بأسمائهم، فقال جبرئيل

(1) ا: (يجمع).
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213