شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٢٥٤
قال الواقدي: وكان طلحة يحدث يقول لما جال المسلمون تلك الجولة، ثم تراجعوا أقبل رجل من بنى عامر بن لؤي يدعى شيبة بن مالك بن المضرب، يجر رمحه، وهو على فرس أغر كميت مدججا في الحديد، يصيح أنا أبو ذات الوذع، دلوني على محمد، فاضرب عرقوب فرسه، فاكتسعت (1) به، (2) ثم أتناول رمحه، فوالله ما أخطأت به عن حدقته، فخار كما يخور الثور، فما برحت به واضعا رجلي على خده حتى أزرته شعوب (3).
قال الواقدي: وكان طلحة قد أصابته في رأسه المصلبة ضربه رجل من المشركين، ضربتين، ضربة وهو مقبل، وضربه وهو معرض عنه، وكان نزف منها الدم، قال أبو بكر: جئت النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فقال: عليك بابن عمك، فأتى طلحة بن عبيد الله، وقد نزف الدم، فجعلت أنضح في وجهه الماء وهو مغشي عليه، ثم أفاق، فقال ما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت خيرا، هو أرسلني إليك، فقال الحمد لله، كل مصيبة بعده جلل.
قال الواقدي: وكان ضرار بن الخطاب الفهري يقول نظرت إلى طلحة بن عبيد الله قد حلق رأسه عند المروة في عمرة، فنظرت إلى المصلبة في رأسه، فكان ضرار يقول انا والله ضربته، هو استقبلني فضربته، ثم أكر عليه، وقد أعرض، فاضربه ضربه أخرى.

(1) كذا في ا واللسان، وفي ب والواقدي: (انكسعت)، وفي اللسان: (وحديث طلحة يوم أحد: (فضربت عرقوب فرسه فاكتسعت به، أي سقطت).
(2) من اللسان.
(3) في اللسان: (وفي حديث طلحة: حتى أزرته شعوب، أوردته المنية فزارها. وشعوب من أسماء المنية.
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213