شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٢٣٩
قانط (1)، فقتل لا يدرى من قتله، ثم حمله صواب، غلام بنى عبد الدار، فاختلف في قاتله فقيل قتله علي بن أبي طالب عليه السلام، وقيل سعد بن أبي وقاص. وقيل قزمان، وهو أثبت الأقوال.
قال الواقدي: إنتهى قزمان إلى صواب، فحمل عليه، فقطع يده اليمنى، فاحتمل اللواء باليسرى فقطع اليسرى، فاحتضن اللواء بذراعيه وعضديه، وحنى عليه ظهره، وقال:
يا بنى عبد الدار، هل أعذرت فحمل عليه قزمان فقتله.
قال الواقدي: وقالوا ما ظفر الله تعالى نبيه في موطن قط ما ظفره وأصحابه يوم أحد، حتى عصوا الرسول، وتنازعوا في الامر، لقد قتل أصحاب اللواء وانكشف المشركون منهم لا يلوون، ونساؤهم يدعون بالويل بعد ضرب الدفاف والفرح.
قال الواقدي: وقد روى كثير من الصحابة ممن شهد أحدا، قال: كل واحد منهم والله إني لأنظر إلى هند وصواحبها منهزمات، ما دون أخذهن شئ لمن أراده، ولكن لا مرد لقضاء الله. قالوا وكان خالد بن الوليد كلما أتى من قبل ميسرة النبي صلى الله عليه وآله ليجوز حتى يأتيهم من قبل السفح، ترده الرماة، حتى فعل وفعلوا ذلك مرارا، ولكن المسلمين أتوا من قبل الرماة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوعز إليهم فقال قوموا على مصافكم هذه فاحموا ظهورنا، فان رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا، وإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا. فلما انهزم المشركون، وتبعهم المسلمون يضعون السلاح فيهم حيث شاؤوا حتى أجهزوهم عن المعسكر، ووقعوا ينتهبونه. قال بعض الرماة لبعض: لم تقيمون هاهنا في غير شئ قد هزم الله العدو، وهؤلاء إخوانكم ينهبون عسكرهم، فأدخلوا عسكر المشركين، فاغنموا مع إخوانكم، فقال بعضهم ألم تعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكم: (أحموا ظهورنا، وإن غنمنا فلا يشركونا)،

(1) الواقدي: (فارظ).
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213