شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٢٤٩
فبينا هم على ذلك أبصر سعد بن أبي وقاص مالك بن زهير يرمى من وراء صخرة قد رمى، واطلع رأسه، فيرميه سعد، فأصاب السهم عينه، حتى خرج من قفاه، فترى (1) في السماء قامة، ثم رجع فسقط، فقتله الله عز وجل.
قال الواقدي: ورمى رسول الله صلى الله عليه وآله عن قوسه يومئذ حتى صارت شظايا، فأخذها قتادة بن النعمان، وكانت عنده، وأصيبت يومئذ عين قتادة حتى وقعت على وجنته. قال قتادة: فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقلت يا رسول الله، إن تحتي امرأة شابة جميلة، أحبها وتحبني، وأنا أخشى أن تقذر مكان عيني، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وآله فردها وانصرف بها، وعادت كما كانت، فلم تضرب عليه ساعة من ليل ونهار، وكان يقول بعد أن أسن هي أقوى عيني - وكانت أحسنهما.
قال الواقدي: وباشر رسول الله صلى الله عليه وآله القتال بنفسه، فرمى بالنبل حتى فنيت نبله، وانكسرت سية قوسه، وقبل ذلك انقطع وتره، وبقيت في يده قطعة تكون شبرا في سية القوس، فأخذ القوس عكاشة بن محصن يوتره له، فقال يا رسول الله، لا يبلغ الوتر، فقال مده يبلغ، قال عكاشة: فوالذي بعثه بالحق لمددته حتى بلغ، وطويت منه ليتين أو ثلاثة على سية القوس، ثم أخذه رسول الله صلى الله عليه وآله، فما زال يرامي القوم، وأبو طلحة أمامه يستره مترسا عنه، حتى نظرت إلى سية قوسه قد تحطمت، فاخذها قتادة بن النعمان.
قال الواقدي: وكان أبو طلحة يوم أحد قد نثل كنانته (3) بين يدي النبي صلى الله عليه وآله، وكان راميا، وكان صيتا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (لصوت أبى طلحة في الجيش خير من أربعين رجلا)، وكان في كنانته خمسون سهما نثلها بين يدي

(1) ا: (فتراءى).
(2) نثل كنانته: أخرج ما فيها.
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213