شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٢٥٣
ووقع أبو سبرة ميتا، وانصرف خالد بن الوليد، يقول أنا أبو سليمان.
قال الواقدي: وقاتل طلحة بن عبيد الله يومئذ عن النبي صلى الله عليه وآله قتالا شديدا، وكان طلحة يقول لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله حيث انهزم أصحابه، وكثر المشركون، فأحدقوا بالنبي صلى الله عليه وآله من كل ناحية، فما أدرى أقوم من بين يديه أو من ورائه أم عن يمينه أم شماله فأذب بالسيف عنه هاهنا وهاهنا حتى انكشفوا، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله يومئذ يقول لطلحة: (لقد أوجب) وروى (لقد أنحب) أي قضى نذره.
قال الواقدي: وروى أن سعد بن أبي وقاص ذكر طلحة فقال يرحمه الله: إنه كان أعظمنا غناء عن رسول الله صلى الله عليه وآله يوم أحد، قيل: كيف يا أبا إسحاق قال: لزم النبي صلى الله عليه وآله وكنا نتفرق عنه، ثم نثوب إليه، لقد رأيته يدور حول النبي صلى الله عليه وآله يترس بنفسه.
قال الواقدي: وسئل طلحة يا أبا محمد، ما أصاب إصبعك قال: رمى مالك بن زهير الجشمي بسهم يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم - وكان لا تخطى رميته - فاتقيت بيدي عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأصاب خنصري فشل.
قال الواقدي: وقالوا إن طلحة قال: لما رمى حس (1)، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو قال: (بسم الله لدخل الجنة، والناس ينظرون [إليه] (2)، من أحب إن ينظر إلى رجل يمشى في الدنيا وهو من أهل الجنة، فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله، طلحة ممن قضى نحبه (3).

(١) حس، بالبناء على الكسر، كل من يفجؤه ما يؤلمه، ومنه قولهم: ضرب فما قال حس.
(٢) أنساب الأشراف 1: 318.
(3) في اللسان: (طلحة ممن قضى نحبه) النحب: النذر، كأنه ألزم نفسه أن يصدق الأعداء في الحرب فوفى به ولم يفسح، وقيل: هو النحب الموت، كأنه ألزم نفسه أن يقاتل حتى يموت).
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213