شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٢٥٢
يومئذ سلبه: درعا جيدا، ومغفرا، وسيفا جيدا، ولم يسمع بأحد من المشركين سلب يومئذ غيره، ورسول الله صلى الله عليه وآله ينظر إلى قتالهما، فسأل عن الرجل قيل عثمان بن عبد الله بن المغيرة، قال: الحمد لله الذي أحانه (1)، وقد كان عبد الله بن جحش أسره من قبل ببطن نخلة، حتى قدم به على رسول الله صلى الله عليه وآله، فافتدى ورجع إلى قريش، وغزا معهم أحدا، فقتل هناك، ويرى مصرع عثمان عبيد بن حاجز العامري أحد بنى عامر بن لؤي، فاقبل يعدو كأنه سبع، فيضرب حارث بن الصمة ضربة على عاتقه، فوقع الحارث جريحا حتى احتمله أصحابه، ويقبل أبو دجانة على عبيد بن حاجز، فتناوشا ساعة من نهار، وكل واحد منهما يتقى بالدرقة سيف صاحبه، ثم حمل عليه أبو دجانة فاحتضنه، ثم جلد به الأرض، وذبحه بالسيف كما تذبح الشاة، ثم انصرف، فلحق برسول الله صلى الله عليه وآله.
قال الواقدي: ويروى أن سهل بن حنيف، جعل ينضح بالنبل عن رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال نبلوا سهلا (2) فإنه سهل، ونظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أبى الدرداء، والناس منهزمون في كل وجه، فقال نعم الفارس عويمر، غير أنه لم يشهد أحدا.
قال الواقدي: وروى الحارث بن عبيد الله بن كعب بن مالك، قال: حدثني من نظر إلى أبى سبرة بن الحارث بن علقمة، ولقى أحد المشركين، فاختلفا ضربات، كل ذلك يروغ أحدهما عن الاخر، قال: فنظر الناس إليهما كأنهما سبعان ضاريان يقفان مرة ويقتلان أخرى، ثم تعانقا، فوقعا إلى الأرض جميعا، فعلاه أبو سبرة فذبحه بسيفه كما تذبح الشاة، ونهض عنه فيقبل خالد بن الوليد وهو على فرس أدهم أغر محجل، يجر قناة طويلة، فطعن أبا سبرة من خلفه، فنظرت إلى سنان الرمح خرج من صدره،

(1) أحانه: أهلكه.
(2) نبلوا سهلا، أي أعطوه النبل.
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213