شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٢٥٥
قال الواقدي: ولما كان يوم الجمل، وقتل علي عليه السلام من قتل من الناس، ودخل البصرة، جاءه رجل من العرب، فتكلم بين يديه، ونال من طلحة، فزبره علي عليه السلام، وقال: إنك لم تشهد يوم أحد، وعظم غنائه عن الاسلام، مع مكانه من رسول الله صلى الله عليه وآله، فانكسر الرجل وسكت، فقال له قائل من القوم وما كان غناؤه وبلاؤه يرحمه الله يوم أحد فقال علي عليه السلام نعم، يرحمه الله، لقد رأيته وإنه ليترس بنفسه دون رسول الله صلى الله عليه وآله وأن السيوف لتغشاه، والنبل من كل ناحية، وما هو إلا جنة لرسول الله صلى الله عليه وآله، يقيه بنفسه، فقال رجل لقد كان يوم أحد يوما قتل فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، وأصابت رسول الله صلى الله عليه وآله فيه الجراحة، فقال علي عليه السلام أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ليت أنى غودرت مع أصحابي بنحص (1) الجبل، ثم قال علي عليه السلام: لقد رأيتني يومئذ وإني لأذبهم في ناحية، وإن أبا دجانة لفي ناحية يذب طائفة منهم، حتى فرج الله ذلك كله، ولقد رأيتني وانفردت منهم يومئذ فرقة خشناء (2)، فيها عكرمة بن أبي جهل، فدخلت وسطهم بالسيف، فضربت به، واشتملوا على حتى أفضيت إلى آخرهم، ثم كررت فيهم الثانية، حتى رجعت من حيث جئت، ولكن الاجل استأخر، ويقضى الله أمرا كان مفعولا.
قال الواقدي: وحدثني جابر بن سليم عن عثمان بن صفوان، عن عمارة بن خزيمة، قال: حدثني من نظر إلى الحباب بن المنذر بن الجموح، وإنه ليحوشهم (3) يومئذ كما تحاش الغنم، ولقد اشتملوا عليه حتى قيل قد قتل، ثم برز والسيف في يده، وافترقوا عنه، وجعل يحمل على فرقه منهم، وإنهم ليهربون منه إلى جمع منهم،

(1) ب: (بحصن، وصوابه من ا والواقدي، وفيه: قال ابن أبي الزناد: نحص الجبل أسفله).
(2) فرقة خشناء، أي كثيرة السلاح.
(3) يحوشهم، أي يجمعهم.
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213