شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٢٣٦
الراية، عليه درعان ومغفر وبيضته، فالتقيا فبدره علي عليه السلام (1) بضربة على رأسه، فمضى السيف حتى فلق هامته إلى أن انتهى إلى لحيته فوقع، وانصرف علي عليه السلام، فقيل له هلا ذففت (2) عليه قال: إنه لما صرع استقبلني بعورته، فعطفتني عليه الرحم، وقد علمت أن الله سيقتله، هو كبش الكتيبة.
قال الواقدي: وروى أن طلحة حمل على علي عليه السلام، فضربه بالسيف، فاتقاه بالدرقة، فلم يصنع شيئا، وحمل علي عليه السلام وعلى طلحة درع ومغفر، فضربه بالسيف، فقطع ساقيه، ثم أراد أن يذفف عليه، فسأله طلحة بالرحم ألا يفعل، فتركه ولم يذفف عليه.
قال الواقدي: ويقال أن عليا عليه السلام دفف عليه، ويقال أن بعض المسلمين مر به في المعركة فذفف عليه. قال: فلما قتل طلحة سر رسول الله صلى الله عليه وآله وكبر تكبيرا عاليا وكبر المسلمون، ثم شد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله على كتائب المشركين، فجعلوا يضربون وجوههم، حتى انتقضت صفوفهم، ولم يقتل إلا طلحة بن أبي طلحة وحده.
قال الواقدي: ثم حمل لواء المشركين بعد طلحة أخوه عثمان بن أبي طلحة، وهو أبو شيبة، فارتجز وقال:
إن على رب اللواء حقا * أن تخصب الصعدة أو تندقا فتقدم باللواء، والنسوة خلفه يحرضن ويضربن بالدفوف، فحمل عليه حمزة بن عبد المطلب رحمه الله، فضربه بالسيف على كاهله، فقطع يده وكتفه، حتى انتهى إلى

(1) ب: (فبرزه) تحريف، والصواب ما في ا، والواقدي.
(2) ذففت عليه أجهز.
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213