شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ١٠٨
من مواسم العرب في الجاهلية، يجتمعون بها وفيها سوق - تسمع بنا العرب وبمسيرنا، فنقيم على بدر ثلاثا، ننحر الجزر ونطعم الطعام، ونشرب الخمر، وتعزف علينا القيان، فلن تزال العرب تهابنا أبدا.
قال الواقدي: وكان الفرات بن حيان العجلي أرسلته قريش حين فصلت من مكة إلى أبي سفيان بن حرب يخبره بمسيرها وفصولها، وما قد حشدت فحالف أبا سفيان في الطريق، وذلك أن أبا سفيان لصق بالبحر، ولزم الفرات بن حيان المحجة، فوافى المشركين بالجحفة، فسمع كلام أبى جهل، وهو يقول لا نرجع، فقال ما بأنفسهم عن نفسك رغبة وإن الذي يرجع بعد أن رأى ثاره من كثب لضعيف، فمضى مع قريش، فترك أبا سفيان وجرح يوم بدر جراحات كثيرة، وهرب على قدميه، وهو يقول ما رأيت كاليوم أمرا أنكد (1) إن ابن الحنظلية لغير مبارك الامر.
قال الواقدي: وقال الأخنس بن شريق (2) - واسمه أبى، وكان حليفا لبني زهرة:
يا بنى زهرة، قد نجى الله عيركم، وخلص أموالكم، ونجى صاحبكم مخرمة بن نوفل، وإنما خرجتم لتمنعوه وماله، وإنما محمد رجل منكم، ابن أختكم، فان يك نبيا فأنتم أسعد به، وإن يك كاذبا يلي قتله غيركم خير من أن تلوا قتل ابن أختكم، فارجعوا واجعلوا خبثها لي، فلا حاجة لكم أن تخرجوا في غير ما يهمكم، ودعوا ما يقوله هذا الرجل - يعنى أبا جهل - فإنه مهلك قومه، سريع في فسادهم، فأطاعته بنو زهرة، وكان فيهم مطاعا، وكانوا يتيمنون به، فقالوا فكيف نصنع بالرجوع حتى نرجع فقال الأخنس نسير مع القوم، فإذا أمسيت سقطت عن بعيري، فيقولون نحل (3) الأخنس، فإذا أصبحوا فقالوا سيروا، فقولوا: لا نفارق صاحبنا، حتى نعلم أحي هو أم ميت،

(1) في الأصول آكد، وأثبت ما في الواقدي 36.
(2) الواقدي: (وكان أعرابيا).
(3) الواقدي: (نهش).
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213