قلت مراده بقوله (مع أن محمدا معه الولد)، أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، كان أسلم وشهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وآله.
قال الواقدي: فقال شيبة: والله تكون علينا سبه يا أبا الوليد إن نرجع الان بعد ما سرنا فمضينا ثم انتهى إلى الجحفة عشاء، فنام جهيم بن الصلت بن مخرمة بن عبد المطلب بن عبد مناف، فقال إني لأرى بين النائم واليقظان، أنظر إلى رجل أقبل على فرس معه بعير له، حتى وقف على، فقال قتل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وزمعة بن الأسود، وأمية بن خلف، وأبو البختري، وأبو الحكم، ونوفل بن خويلد، في رجال سماهم من أشراف قريش، وأسر سهيل بن عمرو، وفر الحارث بن هشام عن أخيه، قال:
وكأن قائلا يقول والله إني لأظنهم الذين يخرجون إلى مصارعهم ثم قال: أراه ضرب في لبة بعيره فأرسله في العسكر، فقال أبو جهل وهذا نبي آخر من بنى عبد مناف ستعلم غدا من المقتول، نحن أو محمد وأصحابه وقالت قريش لجهيم إنما يلعب بك الشيطان في منامك، فسترى غدا خلاف ما رأيت يقتل أشراف محمد ويؤسرون قال: فخلا عتبة بأخيه شيبة، فقال له هل لك في الرجوع فهذه الرؤيا مثل رؤيا عاتكة، ومثل قول عداس، والله ما كذبنا عداس، ولعمري لئن كان محمد كاذبا إن في العرب لمن يكفيناه، ولئن كان صادقا إنا لأسعد العرب به للحمته فقال شيبة هو على ما تقول، أفنرجع من بين أهل العسكر فجاء أبو جهل وهما على ذلك فقال ما تريدان قالا الرجوع ألا ترى إلى رؤيا عاتكة، وإلى رؤيا جهيم بن الصلت مع قول عداس لنا فقال لا تخذلان والله قومكما وتقطعان بهم قالا هلكت والله وأهلكت قومك فمضيا على ذلك.
قال الواقدي: فلما أفلت أبو سفيان بالعير، ورأي أن قد أحرزها وأمن عليها، أرسل إلى قريش قيس بن امرئ القيس - وكان مع أصحاب العير - خرج معهم من مكة، فأرسله أبو سفيان يأمرهم بالرجوع، ويقول قد نجت عيركم وأموالكم، فلا تحرزوا أنفسكم