وأما باقي الاخبار فالمراد بالملك فيها الاخبار عن صحة ظنه وصدق فراسته وهو كلام يجرى مجرى المثل فلا يقدح فيه ما ذكروه.
وأما قوله صلى الله عليه وآله (لو نزل إلى الأرض عذاب لما نجا منه إلا عمر) فهو كلام قاله عقيب أخذ الفدية من أسارى بدر فان عمر لم يشر عليه ونهاه عنه فأنزل الله تعالى (لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) وإذا كان القرآن قد نطق بذلك وشهد لم يلتفت إلى طعن من طعن في الخبر.
وأما قوله عليه السلام (سراج أهل الجنة عمر فمعناه سراج القوم الذين يستحقون الجنة من أهل الدنيا أيام كونهم في الدنيا مع عمر أي يستضيئون بعلمه كما يستضاء بالسراج.
وأما حديث منع الشاعر فان رسول الله صلى الله عليه وآله خاف أن يذكر في شعره ما يقتضى الانكار فيعنف به عمر وكان شديد الغلظة فأراد النبي صلى الله عليه وآله أن ينكر هو على الشاعر إن قال في شعره ما يقتضى ذلك على وجه اللطف والرفق وكان عليه السلام رؤوفا رحيما كما قال الله تعالى (2).
وأما حديث الرجحان فالمراد به الفتوح وملك البلاد وتأويله أنه عليه السلام أرى في منامه ما يدل على أنه يفتح الله عليه بلادا وعلى أبى بكر مثله ويفتح على عمر أضعاف ذلك وهكذا وقع.
واعلم أن من تصدى للعيب وجده ومن قصر همته على الطعن على الناس انفتحت