اللهم انا نتضاءل لك عند مشاهدة عظمتك وندل عليك عند تواتر برك ونذل لك عند ظهور آياتك ونلح عليك عند علمنا بجودك.
ونسألك من فضلك ما لا يرزؤك ولا ينكؤك ونتوسل إليك بتوحيد لا ينتمي إليه خلق ولا يفارقه حق.
ومنها اللهم عليك أتوكل وبك استعين وفيك أوالي وبك انتسب ومنك أفرق ومعك استأنس ولك أمجد وإياك أسأل لسانا سمحا بالصدق وصدرا قد ملئ من الحق وأملا منقطعا عن الخلق وحالا مكنونها يبوئ الجنة وظاهرها يحقق المنة وعاقبة تنسى ما سلف وتتصل بما يتمنى ويتوكف.
وأسألك اللهم كبدا رجوفا خئوفا ودمعا نطوفا شوقا إليك ونفسا عزوفا اذعانا لك وسرا ناقعا ببرد الايمان بك ونهارا مشتملا على ما كسب من مرضاتك وليلا مالئا بما أزلف لديك.
أشكو إليك اللهم تلهفي على ما يفوتني من الدنيا وإنني في طاعة الهوى جاهلا بحقك ساهيا عن واجبك ناسيا ما تكرره من وعظك وإرشادك وبيانك وتنبيهك حتى كان حلاوة وعدك لم تلج أذني ولم تباشر فؤادي وحتى كان مرارة عتابك ولائمتك لم تهتك حجابي ولم تعرض على أوصابي.
اللهم إليك المفر من دار منهومها لا يشبع وحائمها لا ينقع (1) وطالبها لا يربع وواجدها لا يقنع والعيش عنك رقيق وللأمل فيك تحقيق.
اللهم كما ابتليت بحكمتك الخفية التي أشكلت على العقول وحارت معها البصائر فعاف برحمتك اللطيفة التي تطاولت إليها الأعناق وتشوفت نحوها السرائر وخذ معنا بالفضل الذي إليك هو منسوب وعنك هو مطلوب وافطم نفوسنا من رضاع الدنيا