وتوليتنا بباطن فعلك فسمت نحوك أبصارنا وشامت بروق جودك بصائرنا فلما استقر ما بيننا وبينك أرسلت علينا سماء فضلك مدرارا وفتحت لنا منا أسماعا وأبصارا فرأينا ما طاح معه تحصيلنا وسمعنا ما فارقنا عنده تفضيلنا فلما سرنا إلى خلقك من ذلك ذروا (1) اتخذونا من اجله لعبا وهزوا فبقدرتك على بلوانا بهم أرنا بك الغنى عنهم اللهم قيض لنا فرجا من عندك وانح لنا مخلصا إليك فانا قد تعبنا بخلقك وعجزنا عن تقويمهم لك ونحن إلى مقاربتهم في مخالفتك أقرب منا إلى منابذتهم في موافقتك لأنه لا طاقة لنا بدهمائهم ولا صبر لنا على بلوائهم ولا حيلة لنا في شفائهم فنسألك بالضراعة التامة وبالإخلاص المرفود الا اخذت بأيدينا وأرسلت رحمتك علينا فما أقدرك على الإجابة وما أجودك بكل مصون يا ذا الجلال والاكرام.
* * * ومنها اللهم انا قربنا بك فلا تنئنا عنك وظهرنا لك فلا تبطنا دونك ووجدناك بما ألقيت إلينا من غيب ملكوتك وعزفنا عن كل ما لوانا عن بابك ووثقنا بكل ما وعدتنا في كتابك وتوكلنا بالسر والعلن على لطيف صنعك.
اللهم إليك نظرت العيون فعادت خاسئة عبرى وفيك تقسمت الظنون فانقلبت يائسة حسرى وفي قدرتك حارت الابصار وفي حكمتك طاحت البصائر وفي آلائك غرقت الأرواح وعلى ما كان منك تقطعت الأنفاس ومن اجل إعراضك التهبت الصدور ولذكر ما مضى منك هملت الدموع اللهم تولنا فيما وليتنا حتى لا نتولى عنك وآمنا مما خوفتنا حتى نقر معك وأوسعنا رحمتك حتى نطمئن إلى ما وعدتنا في كتابك وفرق بيننا وبين الغل حتى لا نعامل به خلقك واغننا بك حتى لا نفتقر إلى عبادك فإنك إذا يسرت أمرا تيسر ومهما بلوتنا فلا تبلنا بهجرك ولا تجرعنا مرارة سخطك قد اعترفنا بربوبيتك