شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١١ - الصفحة ١٦١
وتكاءدنا شق علينا ومنه عقبة كؤود ويجوز تكادنا جاءت هذه الكلمة في أخوات لها (تفعل وتفاعل) بمعنى ومثله تعهد الضيعة وتعاهدها.
ويقال قوله (وتوارثنا الوحشة) كأنه لما مات الأب فاستوحش أهله منه ثم مات الابن فاستوحش منه أهله أيضا صار كان الابن ورث تلك الوحشة من أبيه كما تورث الأموال وهذا من باب الاستعارة.
قوله (وتهدمت علينا الربوع) يقال تهدم فلان على فلان غضبا إذا اشتد غضبه ويجوز أن يكون تهدمت أي تساقطت وروى (وتهكمت) بالكاف وهو كقولك (تهدمت) بالتفسيرين جميعا ويعنى بالربوع الصموت القبور وجعلها صموتا لأنه لا نطق فيها كما تقول ليل قائم ونهار صائم أي يقام ويصام فيهما وهذا كله على طريق الهز والتحريك واخراج الكلام في معرض غير المعرض المعهود جعلهم لو كانوا ناطقين مخبرين عن أنفسهم [لأتوا] بما وصفه من أحوالهم وورد في الحديث أن عمر حضر جنازة رجل فلما دفن قال لأصحابه قفوا ثم ضرب فأمعن في القبور واستبطاه الناس جدا ثم رجع وقد احمرت عيناه وانتفخت أوداجه فقيل أبطأت يا أمير المؤمنين فما الذي حبسك قال اتيت قبور الأحبة فسلمت فلم يردوا على السلام فلما ذهبت أقفي ناداني التراب فقال الا تسألني يا عمر ما فعلت باليدين قلت ما فعلت بهما قال قطعت الكفين من الرسغين وقطعت الرسغين من الذراعين وقطعت الذراعين من المرفقين وقطعت المرفقين من العضدين وقطعت العضدين من المنكبين وقطعت المنكبين من الكتفين فلما ذهبت أقفي ناداني التراب فقال ا لا تسألني يا عمر ما فعلت بالأبدان والرجلين قلت ما فعلت قال قطعت الكتفين من الجنبين وقطعت الجنبين من الصلب وقطعت الصلب من الوركين وقطعت الوركين من الفخذين وقطعت الفخذين من الركبتين
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 196 - ومن كلام له عليه السلام في أن الدنيا دار مجاز 3
2 197 - من كلام له كان ينادي به أصحابه، وفيها يذكر بأمر الموت 5
3 198 - ومن كلام له عليه السلام كلم به طلحة والزبير عندما نقما عليه 7
4 عدم الرجوع إليهما في الرأي من أخبار طلحة والزبير 10
5 199 - ومن كلامه عليه السلام وقد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين 21
6 200 - ومن كلام له عليه السلام في بعض أيام صفين وقد رأي الحسن ابنه عليه السلام 25
7 201 - ومن كلام له عليه السلام لما اضطرب عليه أصحابه في أمر الحكومة 29
8 202 - ومن كلام له عليه السلام بالبصرة، وقد دخل على العلاء بن زياد الحارثي، وهو من أصحابه، يعوده 32
9 ذكر بعض مقامات العارفين والزهاد 34
10 203 - ومن كلام له عليه السلام وقد سأله سائل عن أحاديث البدع، وعما في أيدي الناس من اختلاف الخبر 38
11 ذكر بعض أحوال المنافقين بعد وفاة محمد عليه السلام 41
12 ذكر بعض ما منى به آل البيت من الأذى والاضطهاد 43
13 فصل فيما وضع الشيعة والبكرية من الأحاديث 48
14 204 - ومن خطبة له عليه السلام في تمجيد الله ووصف خلق الأرض 51
15 205 - من خطبة له عليه السلام فيمن أعرض عن النصح، ونكص عن نصرة الله 60
16 206 - من خطبة له عليه السلام في ذكر النبي عليه السلام، وأنه خير خلقه 65
17 ذكر بعض المطاعن في النسب وكلام للجاحظ في ذلك 67
18 ذكر بعض أحوال العارفين والأولياء 72
19 208 - من كلام له عليه السلام كان يدعو به كثيرا 84
20 209 - من خطبة له عليه السلام خطبها بصفين 88
21 فصل فيما ورد من الآثار فيما يصلح الملك 93
22 الآثار الواردة في العدل والإنصاف 97
23 210 - من كلام له عليه السلام رد فيه على رجل من أصحابه أكثر الثناء عليه 101
24 211 - من كلام له عليه السلام يشكو فيه أمر قريش معه 109
25 فصل في أن جعفرا وحمزة لو كانا حيين لبايعا عليا 115
26 212 - من كلام له عليه السلام في ذكر السائرين إلى البصرة لحربه عليه السلام 121
27 213 - من كلام له عليه السلام لما مر بطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن ابن عتاب بن أسيد، وهما قتيلان يوم الجمل 123
28 عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد 123
29 بدو جمح 125
30 214 - من كلام له عليه السلام، يصف فيه أحوال تقي عارف بالله 127
31 فصل في مجاهدة النفوس وما ورد في ذلك من الآثار 127
32 فصل في الرياضة النفسية وأقسامها 134
33 فصل في أن الجوع يؤثر في صفاء النفس 137
34 كلام للفلاسفة والحكماء في المكاشفات الناشئة عن الرياضة 137
35 215 - من كلام له عليه السلام يحث فيه أصحابه على الجهاد 142
36 216 - من كلام له عليه السلام قاله بعد تلاوته: (ألهاكم التكاثر) 145
37 بعض الأشعار والحكايات في وصف القبور والموتى 156
38 إيراد أشعار وحكايات في وصف الموت وأحوال الموتى 168
39 217 - ومن كلام له عليه السلام قاله عند تلاوته: (يسبح له فيها بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) 176
40 بيان أحوال العارفين 181
41 218 - من كلام له عليه السلام قاله عند تلاوته: (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم) 238
42 219 - من كلام له عليه السلام في تهويل الظلم وتبرئه منه وبيان صغر الدنيا في نظره 245
43 نبذ من أخبار عقيل بن أبي طالب 250
44 220 - من دعاء له عليه السلام 255
45 221 - من خطبة له عليه السلام في ذم الدنيا ووصف سكان القبور 257
46 ذكر الآثار والأشعار الواردة في ذم الدنيا 259
47 222 - ومن دعائه عليه السلام أيضا 267
48 أدعية فصيحة لأبي حيان التوحيدي 271