وتكاءدنا شق علينا ومنه عقبة كؤود ويجوز تكادنا جاءت هذه الكلمة في أخوات لها (تفعل وتفاعل) بمعنى ومثله تعهد الضيعة وتعاهدها.
ويقال قوله (وتوارثنا الوحشة) كأنه لما مات الأب فاستوحش أهله منه ثم مات الابن فاستوحش منه أهله أيضا صار كان الابن ورث تلك الوحشة من أبيه كما تورث الأموال وهذا من باب الاستعارة.
قوله (وتهدمت علينا الربوع) يقال تهدم فلان على فلان غضبا إذا اشتد غضبه ويجوز أن يكون تهدمت أي تساقطت وروى (وتهكمت) بالكاف وهو كقولك (تهدمت) بالتفسيرين جميعا ويعنى بالربوع الصموت القبور وجعلها صموتا لأنه لا نطق فيها كما تقول ليل قائم ونهار صائم أي يقام ويصام فيهما وهذا كله على طريق الهز والتحريك واخراج الكلام في معرض غير المعرض المعهود جعلهم لو كانوا ناطقين مخبرين عن أنفسهم [لأتوا] بما وصفه من أحوالهم وورد في الحديث أن عمر حضر جنازة رجل فلما دفن قال لأصحابه قفوا ثم ضرب فأمعن في القبور واستبطاه الناس جدا ثم رجع وقد احمرت عيناه وانتفخت أوداجه فقيل أبطأت يا أمير المؤمنين فما الذي حبسك قال اتيت قبور الأحبة فسلمت فلم يردوا على السلام فلما ذهبت أقفي ناداني التراب فقال الا تسألني يا عمر ما فعلت باليدين قلت ما فعلت بهما قال قطعت الكفين من الرسغين وقطعت الرسغين من الذراعين وقطعت الذراعين من المرفقين وقطعت المرفقين من العضدين وقطعت العضدين من المنكبين وقطعت المنكبين من الكتفين فلما ذهبت أقفي ناداني التراب فقال ا لا تسألني يا عمر ما فعلت بالأبدان والرجلين قلت ما فعلت قال قطعت الكتفين من الجنبين وقطعت الجنبين من الصلب وقطعت الصلب من الوركين وقطعت الوركين من الفخذين وقطعت الفخذين من الركبتين