الحديث كتابا متشابها) (1)، وأصحابنا يحتجون بهذه اللفظة على أن القرآن ليس بقديم، لان الحديث ضد القديم.
وليس للمخالف أن يقول: ليس المراد بقوله: (أحسن الحديث) ما ذكرتم، بل المراد أحسن القول، وأحسن الكلام، لان العرب تسمى الكلام والقول حديثا، لأنا نقول: لعمري إنه هكذا، ولكن العرب ما سمت القول والكلام حديثا إلا أنه مستحدث متجدد حالا فحالا، ألا ترى إلى قول عمرو لمعاوية: (قد مللت كل شئ إلا الحديث)، فقال: إنما يمل العتيق، فدل ذلك على أنه فهم معنى تسميتهم الكلام والقول حديثا، وفطن لمغزاهم ومقصدهم في هذه التسمية، وإذا كنا قد كلفنا أن نجري على ذاته وصفاته وأفعاله ما أجراه سبحانه في كتابه، ونطلق ما أطلقه على سبيل الوضع والكيفية التي أطلقها وكان قد وصف كلامه بأنه حديث - وكان القرآن في عرف اللغة إنما سمى حديثا لحدوثه وتجدده - فقد ساغ لنا أن نطلق على كلامه أنه محدث ومتجدد، وهذا هو المقصود.