نفسه، أو الفكر في كلام نفسه، لان نفس العارف قوية جدا، والآلة التي يحفر بها الطين قد لا يحفر بها الحجر.
فإن قلت: فإن جواب أمير المؤمنين عليه السلام للسائل غير هذا لجواب!
قلت: صدقت، إنما أجابه من حيث يعلم هو والسامعون، وتصل أفهامهم إليه، فخرج معه إلى حديث الآجال، وأنها أوقات مقدرة لا تتعداها، وما كان يمكنه عليه السلام أن يذكر الفرق بين نفسه ونفوسهم، ولا كانت الحال تقتضيه، فأجابه بجواب مسكت، وهو مع إسكاته الخصم حق وعدل عن جواب يحصل منه اضطراب، ويقع فيه تشويش، وهذا نهاية السداد وصحة القول.