والتعظيم، ليمن نقيبته وبركة، خلافته، وكثرة الفتوح في أيامه، وانتظام أمور الاسلام على يده! ولكنا أردنا أن نشرح حال العنف والرفق، وحال سعة الخلق وضيقه، وحال البشاشة والعبوس، وحال الطلاقة والوعورة، فنذكر كل واحد منها ذكرا كليا، لا نخص به إنسانا بعينه. فإما عمر فإنه وإن كان وعرا شديدا خشنا، فقد رزق من التوفيق والعناية الإلهية ونجح المساعي، وطاعة الرعية ونفوذ الحكم، وقوة الدين وحسن النية وصحة الرأي، ما يربي محاسنه ومحامده على ما في ذلك الخلق من نقص، وليس الكامل المطلق إلا الله تعالى وحده.
فأما حديث الرضيخة وما جعل معاوية لعمرو بن العاص من جعالة على مبايعته ونصرته، فقد تقدم ذكره في أخبار صفين المشروحة في هذا الكتاب من قبل.